من المنطقي أن نشعر جميعا بالقلق في مواقف عديدة، ولكن ما يصل به لحد الاضطراب هو أن نشعر بالتوتر والخوف بشكل مبالغ فيه من مواقف لا تستدعي ذلك، وقد تظهر بعض أعراض القلق الجسدية التي تجعلنا نشعر بأن الأمر يحتاج منا وقفة بحيث لا تتفاقم المشكلة التي سوف نتعرف عليها فيما يلي، وكيف يمكننا إدارتها وممارسة الحياة بشكل طبيعي.
لماذا يستجيب الجسم للقلق؟
يمكن أن تؤدي أحداث الحياة المجهدة إلى نوبات هلع، ومع ذلك لا يكون لنوبات الهلع دائمًا سببٌ واضحٌ، ولكن ترجع أعراض القلق الجسدية إلى استجابة الجسم للمواجهة أو الرغبة في الهروب، مما يولد الخوف والذعر أحيانًا، حيث يجد الفرد نفسه مواجهًا لخطر يعتقده أو هو حقيقي بالفعل.
الاستجابة في كلا الحالتين تكون بنفس الطريقة وبنفس ردود الفعل الفسيولوجية؛ على سبيل المثال، تزداد معدلات ضربات القلب والتنفس، وتتزايد نسبة الأدرينالين، وتصبح الحواس شديدة التنبيه، يجب أن تعلم أن جسم الإنسان يستجيب بهذه الطريقة لأنه يستعد لمواجهة التهديد أو الهروب منه.
تؤدي الزيادة في تدفق الدم إلى تحضير العضلات للهروب من الخطر وتسمح للدماغ بالتركيز واتخاذ قرارات سريعة، أيضًا يوفر التنفس السريع للجسم مزيدًا من الأكسجين، وهو جاهز للهروب فيستجيب لتلك الأوامر التي تأتيه فجأة عندما يشعر بقلقٍ مبالغٍ فيه.
ما هي أبرز الأعراض الجسدية للقلق؟
رغم أن القلق من الاضطرابات النفسية، إلا أن له أعراضا واضحة على الجسم، والتي من خلالها يسهل التعرف عليه والعمل على التخلص منه بشكلٍ سريع عبر الطرق الطبية والنفسية المختلفة، ومن تلك الأعراض:
- الشعور بألم في المعدة أو الحاجة إلى الغثيان.
- يعاني من اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- صداع مزمن سواء كان نصفيا أو كليا.
- الأرق المزمن أو اضطرابات النوم كأن يستيقظ أكثر من مرة في الليل دون سبب.
- التعرق الزائد.
- الرعشة في بعض المواقف بدون سبب.
- توتر العضلات أو ألم المفاصل.
- ضعف أو تعب أو إجهاد عام.
- تسارع الأنفاس أو ضيق في التنفس.
- اضطرابات في ضربات القلب.
أعراض نوبات الهلع الشديد
القلق العام هو استجابة الجسم للتوتر، وكيف أن جسمك ينبه حواسك إلى التهديدات التي قد تتعرض لها، ويساعدك على الاستعداد التام للتعامل معها، وهذا ما يسمى استجابة القتال أو الهروب، أما لو كنت تعاني من نوبة هلع غير مبررة، فانتبه لتلك الأعراض:
- الخوف من الموت يسيطر على تفكيرك.
- الشعور بألم شديد في الصدر.
- صعوبة التنفس وقد يصل الأمر للشعور بالاختناق.
- لديك إحساس بالتنميل في أجزاء من جسمك.
- تشعر بألم في الصدر.
- تشعر بالدوار وقد تسقط مغشيًا عليك بدون سبب واضح.
- تعاني من الرعشة والقشعريرة، وعلى العكس قد ترتفع درجة حرارتك.
هل تعد أعراض القلق الجسدية خطيرة؟
اعلم عزيزي أن مشاعر القلق تعني أن جسمك يستجيب للخطر كما نوهنا سابقًا، سواء كان هذا الخطر وهميا أو حقيقيا، فتجد أن رغبتك في الهروب من هذا الخطر تجعل تنفسك أسرع، ويأتي الشعور بالاختناق بسبب محاولات الرئتين إدخال المزيد من الأكسجين للجسم، فيزداد شعور بالذعر وقتئذٍ.
أما الآثار السلبية التي تكون عرضةً لها بسبب أعراض القلق الجسدية، فهي:
- العضلات المتوترة تؤهلك للهرب والبعد عن الخطر، ولكنها لو استمرت على هذا الوضع فقد يصيبك الصداع المزمن.
- أما عن هرموني الكورتيزول والأدرينالين فعند زيادتها يتأثر الهضم لديك، وقد يتغير مستوى سكر الدم تبعًا لزيادتها.
- شعور بـ التوتر والقلق باستمرار يعرضك لمشاكل صحية على المدى الطويل.
كيف تعالج الأعراض الجسدية للقلق؟
حسب شدة تلك الأعراض، يتوقف العلاج، حيث ينقسم إلى علاج بالدواء وعلاج عن طريق الجلسات النفسية مع الطبيب المختص، فقد يساعدك الكلام مع شخص موثوق على تحسين إدارة هذه الأعراض لديك، وبجانب ذلك من الأفضل أن تتبع بعض النصائح التي تأخذك إلى حالة من الهدوء النفسي والتي حرصنا على جلبها لكم.
الرعاية الذاتية للقلق:
- قلل من توترك وقلقك من خلال ممارسة النشاط البدني المناسب لك.
- حاول استنشاق الهواء النظيف ولا تضطر للجلوس في غرفتك وقتا طويلًا، بل استبدل الغرفة بالذهاب إلى حديقة والاستمتاع بالهواء الطلق.
- استمتع بقسط وافر من النوم، والذي يعينك على التخلص من المشاعر السلبية.
- إذا كنت مدخنًا فمن الأفضل الإقلاع عن التدخين.
- تجنب تناول الكافيين وانس هذا الاعتقاد الذي تعتنقه، بأن القهوة والشاي تقلل من توترك.
- تابع تقنيات وتمارين الاسترخاء والتأمل مثل اليوجا، حاول ممارسة تمارين التنفس المنتظم فهي مفيدة جدًا في إدارة أعراض القلق الجسدية.
كيف تساعد شخصًا يشعر بالقلق؟
كل تلك الأعراض التي تم ذكرها بالسابق، إذا ظهر مجموعة منها على شخص عزيز عليك واحتاج مساعدتك، هنا تعلم معنا الطريقة الصحيحة لمساعدته، حتى لا يضطر لرفضها أو تزداد المشكلة لديه.
- لا تحاول إجبار الشخص المضطرب على الخروج من الموقف المثير للقلق.
- في نفس الوقت من الأفضل ألا تجعله يتعرض لموقف محرج يثير مخاوفه.
- لا تسخر من مخاوفه غير المبررة طالما تعرفت على حالته الصحية بالضبط.
- اهتم به كثيرًا وتناقش معه بموضوعية، واحترم وجهة نظره مهما كانت مغايرة لوجهة نظرك.
- تحدث معه كثيرا حول مخاوفه وحاول أن تكون مصدر أمان له.
- في حالة لاحظت ازدياد حالته سوءًا ولن تجدي معه مساعدتك فقط، أقنعه أن يتواصل مع طبيب نفسي.
كانت هذه أبرز أعراض القلق النفسية والتي حاولنا قدر الإمكان المساعدة ببعض النصائح للتغلب عليها، والتقليل من مشاعر الهلع التي قد تطرأ دون مبرر، نتمنى لكم دوام الصحة النفسية والجسدية.