يشمل تاريخ الفن مجموعة رائعة من التماثيل واللوحات التي تجسد إبداع فناني العالم منذ سنوات طويلة، حيث نكشف من بينها الآن عن أفضل القطع الفنية التي أبهرت الجميع، وعن بعض الأسرار الخاصة بها.
الموناليزا
تعد لوحة الموناليزا واحدة من أفضل القطع الفنية وأكثرها شهرة في التاريخ، حيث نجحت اللوحة التي يطلق عليها أيضا اسم الجيوكاندا للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي، في خطف قلوب كل من رآها منذ ظهرت في القرن الـ16 وحتى وقتنا هذا، علما بأن هناك خلاف في الرأي ما بين توجه يشير إلى أن صاحبة الصورة هي زوجة تاجر ثري، وتوجه آخر يؤكد على أن الصورة تخص والدة دافينشي نفسه.
غرنيكا
إن كان الرسام الإسباني بابلو بيكاسو يملك رصيدا هائلا من أفضل القطع الفنية واللوحات الإبداعية، فإن لوحة غرنيكا المرسومة في سنة 1937 ربما تأتي في الصدارة، حيث كشف خلالها عن العواقب الوخيمة للحروب، وتحديدا الحرب الأهلية الإسبانية وهجمات النازيين على مدينة غرنيكا، لنشاهد ذلك عبر لوحة معقدة تكشف من اليسار إلى اليمين عن سيدة تبكي طفلها الراحل وحصان يصرخ من الهلع والخوف، علاوة على أجساد تقطعت أوصالها.
الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
تكشف تسمية لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي باسم موناليزا الشمال، عن المكانة الخاصة التى يحظى بها هذا العمل الملهم، للرسام الهولندي منذ القرن الـ17 يوهانس فيرمير، فيما أحيطت اللوحة بالتكهنات بشأن شخصية الفتاة الغامضة، إلا أن المؤكد سواء كانت حبيبة الرسام أو كانت واحدة من أبنائه الـ15، هو أنها صارت معروفة لدى عشاق الفن من حول العالم باسم الفتاة ذات القرط اللؤلؤي.
المفكر
ربما يعد تمثال المفكر هو أشهر وأفضل القطع الفنية التي أبدع في نحتها الفنان الفرنسي أوغوست رودان، حيث نجح المبدع الذي ذاع صيته بالقرن الـ19، في أن يكشف عن صراع داخلي يعيشه رجل، ليجسد من خلاله فلسفة خاصة ومعقدة، علما بأن التمثال قد نحت من البرونز ويبقى مستندا على قاعدة حجرية.
ليلة النجوم
هي اللوحة التي لا تقل شهرة عن صاحبها الرسام المبدع، فنسنت فان جوخ، حيث يفصح خلالها الفنان الانطباعي عن آماله وسط الليل الحالك، والتي تظهر في صورة أضواء النجوم، على الرغم من أنه قام برسمها من داخل المصح العقلي الذي أمضى فيه سنوات، لتصبح تلك الرسمة التاريخية شاهدا على الأمل وعدم اليأس فيما بعد، وتزين الكثير من الأشياء المستخدمة في السنوات التالية، مثل الأكواب والوسائد وحتى المظلات.
القوطية الأمريكية
شهدت سنة 1930 خروج لوحة القوطية الأمريكية للنور، على يد الرسام الشهير جرانت وود، حيث أبدع من خلال ألوان الزيت ليكشف لنا عن رؤيته الخاصة، والتي حيرت الملايين فيما بعد، حيث يظن البعض أن الغرض من رسمته الشهيرة هو السخرية من وسط الغرب الأمريكي، فيما يظن آخرون أن يلمح إلى اجتهاد تلك الطبقة من البشر، علما بأنه على الرغم من أن اللوحة يفترض بها أن تكشف عن فلاح وابنته، فإنه جرانت قد لجأ في الواقع إلى طبيب الأسنان الخاص به وابنته ليرسم عمله الإبداعي الخالد.
صقور الليل
يتفق الكثير من عشاق الفن على أن لوحة صقور الليل الغامضة بعض الشيء، تعتبر أفضل القطع الفنية التي أبدع في رسمها الفنان إدوارد هوبر، حيث تشير اللوحة المرسومة في أربعينيات القرن الماضي إلى العزلة التي يعاني منها البشر، والممثلة في مشهد داخل مطعم هادئ الألوان، يوجد بداخل مكان شاسع ومظلم ويبدو خاليا من البشر.
الصرخة
إن كنت من عشاق لوحات الرسام النرويجي إدفارت مونك، فلعلك تدرك مدى روعة وشهرة لوحة الصرخة المرسومة منذ نهايات القرن الـ19، والتي لا تزال حتى وقتنا هذا تحصد الإشادات وتخضع للتحليلات العميقة من قبل المتخصصين، حيث رسمها المبدع الأوروبي ليجسد معاناته من الأمراض النفسية، وكذلك معاناة كل من أصيب باضطرابات من هذا النوع، فيما وصلت قيمة تلك اللوحة إلى نحو 120 مليون دولار أمريكي في عام 2012، لتصبح هي الأغلى ثمنا حينها.
في الختام، هي مجموعة من أفضل القطع الفنية التي ربما ظهرت منذ قرون وسنوات طويلة، لتكشف لنا عن براعة فناني العقود الماضية، وتلمح إلى حاجة العالم الآن إلى مثل تلك الإبداعات التي لا تزال محور حديث عشاق الفنون حتى وقتنا هذا.