يتسم الأطفال الرضع بغموض شديد يجعلهم صيدا سهلا لعدد من الأكاذيب والأساطير التي صدقها البشر لسنوات، فبداية من أن تسنين الطفل هو سر كل الأمراض التي تصيبه في هذا الوقت، ووصولا إلى أن التحدث في عمر مبكر يكشف عن وجود طفل عبقري، فإننا نوضح الآن مجموعة أكاذيب تدور حول الأطفال حديثي الولادة وحقيقتها.
المناغاة تفسد حديث الطفل
يعتقد الكثيرون أن تحدث البالغين مع الأطفال الرضع بصورة كرتونية قليلا تعرف باسم المناغاة، قد تؤدي إلى معاناتهم من عدم القدرة على التحدث بالشكل الطبيعي في السنوات التالية، وهو اعتقاد خاطئ دون شك، خاصة إن كانت المناغاة هنا تتمثل في تغيير نبرة الصوت والتحدث بطريقة موسيقية قليلا مع ذكر الكلمات بالشكل الصحيح دون تحريف، حينها يصبح الطفل مستعدا لتعلم الكثير من الأمور في ظل شعوره بالانجذاب نحو تلك الطريقة اللافتة لمسامعه، علاوة على أن المناغاة تزيد من قرب المسافات بين الأبوين والطفل، نظرا لأن الرضيع يبقى قادرا على قراءة مشاعر الأب والأم بشكل أقوى من خلال تحدثهم على طريقته.
القراءة المبكرة دليل العبقرية
يرى الخبراء والباحثون أن قدرة الأطفال المبكرة على القراءة لا يمكنها ضمان تحقيقهم للنجاحات العلمية فيما بعد، حيث يبدو الربط بين القراءة المبكرة والعبقرية من ضمن اشهر الأكاذيب التي تخص الأطفال الرضع وفي كل عمر، فيما يرى العلماء على الجانب الآخر أن مساعدة الطفل على المستوى الأكاديمي قد تبدأ في سن صغير وقبل الذهاب لمرحلة المدرسة من الأساس، عبر تعويده على ممارسة ألعاب سهلة تشمل استخدام اللغة بما تحمل من كلمات ومفردات.
تنوع الطعام مطلوب يوميا
يحتاج الأطفال الرضع إلى الحصول على عناصر غذائية متنوعة، إلا أن الحرص على تنوع طعام الطفل كل يوم يبدو جنونيا ومستحيل التحقيق ومن ضمن أكاذيب التربية، حيث يتميز الأطفال في هذا العمر الصغير بأنهم يلتقطون الأطعمة بصورة عشوائية، ليبقى إلزامهم بتناول طعام ما يوميا أمرا شديد التعقيد، ويتطلب إذن الحرص على إعطاء الطفل الكم الممكن من العناصر المفيدة مع السعي لاستكشاف الأكلات المفضلة بالنسبة إليه مبكرا.
الأعمال المنزلية ليست مسؤولية الطفل
لا يدرك الكثيرون مدى القدرات التي يتمتع بها الأطفال الصغار، إذ يعتقد الآباء أن الطفل الرضيع في عامه الثاني غير قادر على القيام بأي شيء بنفسه، رغم أنه يصبح مطالبا مع إتمام عامه الثالث بإتقان مهمة جمع ألعابه بعد اللهو بها، وغسل وجهه كذلك دون مساعدة، وربما ترتيب الأطباق على المائدة، وهي الأعمال المنزلية التي تبدو مسلية للطفل نفسه فقط إن حرص الأب والأم على إتمامها بروح لا تخلو من المرح والتحفيز.
النوم طوال الليل هو الخيار الوحيد
ربما يبدو استغراق الطفل الرضيع في النوم طوال الليل هو عين الصواب للبعض، إلا أن الواقع يكشف عن استحالة ذلك لأكثر من سبب، إذ يتمتع الطفل حديث الولادة في الأساس بعدد كبير من دورات النوم مقارنة بالبالغين، لذا تبدو معدلات استيقاظه من النوم أعلى من غيره، فيما تسيطر عليه مشاعر الخوف بسهولة مع إحساسه بوجود شبح مختبئ أسفل الفراش أو مع تخيله لصورة كائن عجيب بسبب ظلال الملابس، ليصبح نومه طوال الليل في هدوء من الأحلام المستبعدة.
مشاركة الآخرين مطلوبة
يفتقد الطفل الرضيع وفي سنوات ولادته الثلاث الأولى تحديدا، القدرة على فهم معنى المشاركة، وهو أمر يكشف عن عدم ضرورة تعويد الطفل على مشاركة ألعابه مع الأطفال الآخرين في هذا العمر المبكر، وخاصة وأنه يفتقد كذلك لمهارة فهم مشاعر الآخر، ليتبين إذن أن عدم قيام طفل بإشراك الآخرين بألعابه لا ينم عن الأنانية بقدر ما يفصح عن سمة طبيعية لمن هم في مثل عمره.
نوبات الغضب دليل سوء الخلق
لا تكشف نوبات الغضب عند الطفل الرضيع عن سوء خلقه، بل ولا يمكنها حتى أن تشير إلى عدم قدرة الأب والأم على تربية الطفل بالشكل الصحيح، إذ تحدث تلك النوبات نتيجة لعدم قدرة مركز تنظيم المشاعر لدى الطفل على التعامل مع المواقف الصعبة بالنسبة إليه، كما أنه يبدو غير مدرك بالشكل الكافي لما يجب أن يقوم به وما يجب أن يمتنع عنه في الأماكن العامة، ليصبح الربط بين نوبات غضب الأطفال وبين سلوكياتهم غير منطقي بكل الأشكال.