يعاني البعض من رائحة النفس الكريهة، وخاصة بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على بصل أو ثوم، في هذا المقال الشيق نتعرف على أكلات ومشروبات تساعد على التخلص من هذه المشكلة المحرجة قبل أن تتسبب في المزيد من الأزمات لضحاياها.
أسباب رائحة النفس الكريهة
قبل الكشف عن مجموعة من المشروبات والأكلات، والتي تبدو قادرة على التخلص من رائحة الفم غير الجيدة، نشير إلى عوامل ظهور تلك الرائحة من الأساس، حيث تتمثل في:
البكتيريا
هي أحد العوامل الأساسية وراء سوء رائحة النفس، والسر في تمتع الفم ببيئة مثالية لتكوينها بما يحمل من خصائص دافئة وغير جافة في كثير من الأحيان، لذا لا يبدو من المستغرب أن يكشف العلماء عن احتواء فم الإنسان أحيانًا على ما يزيد على 500 نوع مختلف من البكتيريا، وخاصة أعلى اللسان وبين فتحات الأسنان.
تؤدي كميات البكتيريا الموجودة داخل الفم في العادة، إلى إفراز بعض مركبات الكبريت، والتي ما أن تسيطر على الأجواء داخل الأفواه حتى تتسبب في ظهور رائحة النفس الكريهة.
التدخين
ربما يدرك الكثيرون تلك الأضرار الصحية المختلفة المرتبطة بالتدخين، فيما ثبت أن هناك ضررا قد يبدو خفيًا للمدخن نفسه أحيانًا ويتمثل في سوء رائحة النفس، إذ يرى الخبراء أن ما يزيد على 80% من المدخنين يعانون من البخر الفموي، وهي الأزمة الصحية التي تشكل رائحة النفس الكريهة أبرز أعراضها.
ينبه الخبراء كذلك إلى دور التدخين السلبي الخاص في إصابة الأسنان واللثة بالكثير من الأزمات الصحية، والتي لا تتردد هي الأخرى في الظهور علنًا في صورة رائحة نفس كريهة، لذلك فإن الإقلاع عن التدخين مفيد للجميع.
جفاف الفم
إن كان الفم الرطب يعد الملاذ الآمن للبكتيريا المتسببة في سوء رائحة النفس، فإن جفاف الفم الزائد عن الحد يبقى هو الآخر من عوامل إفساد رائحة الفم، كونه يحرم من بعض فوائد اللعاب الممثلة في تكسير الأطعمة وتقليل فرص البكتيريا على النمو، وهو الأمر شديد الخطورة كونه يزيد من فرص إصابة الأسنان ببعض المشكلات الإضافية.
تتعدد العوامل وراء معاناة الفم من الجفاف، إلا أن العامل الأبرز يتلخص في الحصول على بعض الأدوية العلاجية التي تحفز دون قصد رائحة النفس الكريهة، ومن بينها مضادات الاكتئاب وأدوية الذهان، وكذلك مدرات البول وعلاجات ضغط الدم، وبعض الأدوية المستخدمة للسيطرة على الأورام السرطانية.
المعاناة من بعض الأمراض
يرى الخبراء أن الإصابة ببعض الأمراض، وسواء كانت داخل الفم أو بالجسم بشكل عام، لها دور في تحفيز رائحة النفس الكريهة، حيث تؤدي المعاناة على سبيل المثال من داء السكري مع عدم علاجه بالشكل المطلوب إلى تفاقم الأزمة لتصل إلى حد الإصابة بأزمة تعرف باسم الحمض الكيتوني السكري، والتي تعد سوء رائحة النفس واحدة من أعراضها.
كذلك تؤدي بعض مشكلات الرئة وعلى رأسها توسع القصبات أو الشعب، إلى المعاناة من أزمة رائحة النفس الكريهة، كونها تتسبب في الأساس في زيادة فرص المعاناة من عدوى الجهاز التنفسي وزيادة نسب المخاط، وهي أمور تفسد من رائحة الفم، هذا إلى جانب الدور الرئيسي لمشكلات الفم والأسنان في إفساد رائحة النفس دون شك، وكذلك دور مرض الارتداد المعدي المريئي ومشكلات الكلى المختلفة في الوصول لنفس النتيجة السيئة.
اتباع بعض العادات الغذائية
تعد رائحة النفس الكريهة واحدة من عواقب اتباع بعض العادات الغذائية، والتي إن كانت تحقق أحيانًا الفائدة المطلوبة على الصعيد العضوي والشكلي فإنها تفسد من رائحة الفم، ومن بينها أنظمة الكيتو المعتمدة على تخفيض نسب الكربوهيدرات في الجسم، والتي تؤدي إلى قيام الجسد بحرق الدهون المخزنة بدلًا من الكربوهيدرات، ليحفز إنتاج مادة الأسيتون الكيميائية، صاحبة الدور الكريه في تغيير رائحة الفم للأسوأ.
كذلك يرتبط تناول أكلات مثل الثوم بكثرة أو على العكس من ذلك تجنب بعض الأطعمة لفترات طويلة بغرض إنقاص الوزن بالأزمة الفموية ذاتها، وإن كانت العودة لتناول الأكلات بعد مرور بعض الوقت تساهم في علاج الأزمة المؤقتة حينها، ترى كيف يمكننا السيطرة على سوء رائحة الفم؟
أكلات ومشروبات تحسن رائحة الفم
يعد الاعتماد على بعض الأكلات والمشروبات كفيلًا بتحسين رائحة الفم يومًا بعد الآخر، حيث تتمثل تلك الأكلات في:
التفاح
ميزة أخرى تضاف إلى التفاح، بجانب المميزات الصحية المختلفة المتاحة بتلك الفاكهة، تختص بالقدرة على إزالة رائحة الفم الكريهة، التي يتسبب فيها الثوم تحديدًا، وذلك من خلال مركبات البوليفينول المتوفرة بالتفاح، والتي تحسن من النَفس ببساطة شديدة عند تناولها.
الشاي
أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الشاي الأخضر أو الأسود، يقلل كثيرًا من وجود رائحة الفم الكريهة، حيث يحتوي الشاي على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة، التي تقضي على فرص تكون البكتيريا المسببة للرائحة غير المحببة بالفم، كما تقلل من النتائج غير المرغوبة لمركبات الكبريت ذات الرائحة السيئة أيضًا.
المياه
بينما يعمل تناول المياه على تحسين عملية الهضم، يشار إلى أن ذلك يساهم في نقل الطعام بكفاءة إلى الجهاز الهضمي، فيتم التخلص من أي بقايا للطعام بمنطقة الفم، ومن ثم تقل فرص المعاناة من رائحة الفم الكريهة.
الزبادي
تؤكد الأبحاث أن تناول 6 أونصات من الزبادي بصورة يومية، يعني تقليل مخاطر تعرض الفم للبكتيريا المسببة للرائحة السيئة به، حيث يعود الفضل في ذلك إلى البكتيريا المفيدة المتاحة بالزبادي، والتي تقضي على نظيرتها المضرة المسؤولة عن ظهور رائحة الفم الكريهة.
البقدونس
في وقت يمتاز فيه البقدونس بالرائحة القوية، يشار إلى أهمية الاعتماد عليه من أجل القضاء على رائحة الفم الكريهة، وذلك بجانب احتواء هذا الطعام الأخضر على الكلوروفيل، ذي الخصائص المضادة للبكتريا، ما يعني مكافحة أي أجسام ضارة تصيب النَفس.
الجوز واللوز
مع احتواء الجوز واللوز على نسب مرتفعة من الألياف الغذائية، تختفي البكتيريا المتسببة في رائحة الفم الكريهة، ويصبح النفس ذا رائحة أفضل كثيرًا.
الحليب الصافي
تكشف الدراسات الطبية، عن أن كميات الدهون والمياه المتوفرة بالحليب، تمتلك القدرة على طرد رائحة الفم الكريهة، والمتكونة عند تناول الثوم تحديدًا، ما يجعله وسيلة مثالية للتخلص من أي مشاكل تصيب النفس.
نصائح لمقاومة رائحة النفس الكريهة
إن كان الاعتماد على الأكلات والمشروبات المذكورة يساهم في تقليل فرص ظهور رائحة النفس الكريهة، فإن هناك بعض العوامل الجانبية التي تحمي من تلك الأزمة بنجاح، مثل:
الاهتمام بصحة الفم والأسنان
بالطبع يبدو الاهتمام بصحة الأسنان والفم بشكل عام ضروريًا في جميع الأحوال، إلا أن رائحة النفس الكريهة قد تبدو محفزة أيضًا للبعض على القيام بمزيد من الجهد بهذا الشأن، ما يتحقق عبر الاهتمام بغسل الأسنان مرتين يوميًا، ولنحو دقيقتين كاملتين في المرة الواحدة، مع الاعتماد على خيط الأسنان القادر على تخليصها من الأكلات المتبقية بينها.
كذلك ينصح باللجوء إلى بعض أنواع غسول الفم، القادرة على قتل البكتيريا بنجاح وبالتالي تقليل فرص المعاناة من سوء رائحة الفم، علمًا بأن بعض تلك المنتجات تحتوي على الفلورايد صاحب الدور الشهير في مكافحة التسوس في الأسنان واللثة، وهو أمر آخر يصب في مصلحة رائحة الفم التي تصبح أفضل حالًا.
زيارة الطبيب بشكل مستمر
بقدر أهمية الاهتمام بصحة الفم والأسنان، تأتي ضرورة القيام بزيارات شبه مستمرة للطبيب المختص للتأكد من عدم المعاناة من أي مشكلات خفية، حيث يساهم ذلك في تقليل خطر الإصابة بعواقب وخيمة لتلك الأزمات إن لم تعالج، كما أنه يحمي من سوء رائحة الفم التي قد تظهر بصورة تدريجية لا يلاحظها المصاب نفسه.
يرى الخبراء أن زيارة طبيب الأسنان مرتين كل عام تبدو هي الأفضل، حيث يؤدي تنظيف الأسنان بصورة مستمرة إلى التخلص من التراكمات داخلها، والتي لا يمكن الحد من ظهورها بصورة طبيعية في كثير من الأحيان، علمًا بأن اتباع نصائح الطبيب حينها يساهم في تحسين الوضع دون تأجيل.
التوقف عن التدخين
إن كان التدخين يشكل أحد العوامل الرئيسية وراء سوء رائحة النفس، فإن التخلص من تلك العادة الكريهة قد يساهم كثيرًا في تحسين رائحة الفم، علاوة على الوقاية من أمراض شديدة الخطورة، قد تصيب مناطق مختلفة في الجسم.
يؤدي التدخين المستمر وفقًا للخبراء إلى زيادة فرص المعاناة من الأورام السرطانية، والتي قد تصيب حينها الفم والرئة والحلق، ليصبح الإقلاع عن التدخين اليوم قبل غدٍ مطلوبًا بشدة.
ترطيب الفم
يبدو الحرص على ترطيب الفم بصورة مستمرة لضمان عدم إصابته بالجفاف، من عوامل القضاء على رائحة النفس الكريهة، ما يتحقق ببساطة من خلال مضغ العلكة واستخدام منتجات رش الفم.
كذلك يبدو وضع أجهزة الترطيب داخل غرفة النوم من عوامل تقليل فرص المعاناة من سوء رائحة النفس لدى البعض، وتحديدًا بالنسبة لهؤلاء ممن يعانون من الأزمة المذكورة جراء النوم بأفواه مفتوحة.
تجنب الكافيين والكحوليات
يساهم تقليل فرص الحصول على مشروبات أو أكلات الكافيين، في الكثير من الفوائد، ومن ضمنها الحد من ظهور رائحة النفس الكريهة، ما يتحقق بصورة تدريجية قد تساهم يومًا بعد الآخر في الحد من شرب القهوة أو من مشروبات الكافيين.
من الوارد أن يعاني البعض من أزمة رائحة النفس الكريهة جراء الحصول بصورة مستمرة على المشروبات الكحولية، التي يثبت العلماء تعدد أضرارها الصحية، إضافة إلى عواقبها الوخيمة المتعلقة برائحة النفس، مع الوضع في الاعتبار أن المعاناة من سوء رائحة الفم تتطلب تجنب غسول الفم الذي يحتوي على الكحول.
في كل الأحوال، يبقى سوء رائحة النفس من الأمور التي قد تؤثر بالسلب على ثقة الإنسان وربما على علاقاته الاجتماعية، لذا ينصح بإدراك أسباب الأزمة قبل علاجها بنجاح.