بناء الأهرامات بعد الفراعنة
منذ ثمانية عشر قرنا مضى، وبعد أكثر من ستة قرون من انتهاء عصر بُناة الأهرام، شيد «الآزتيك»، وهم شعوب الأمريكتين الأصليين قبل الغزو الأوروبي، عاصمتهم الأولى، مدينة «تيوتيهواكان» لتظل حاضرة تلك الدولة طيلة أكثر من خمسة قرون من الزمان، بدءا من عام 200، وحتى سقوطها على يد قبائل «تولتيك» عام 750 ميلادية، أهم ما ميز تلك المدينة اقتداؤها بالحضارة المصرية، واتخاذها للأهرامات نموذجًا للعبادة على أرضها.
حالة من الاختلاف أصابت العقلية الآزيتيكية في فلسفتها في التعامل مع الأهرامات التي قامت بإنشائها، ففي حين اتخذها المصريون القدماء قبورًا لملوكهم، أنشأ شعب الآزتيك هرمي الشمس والقمر لعبادة الآلهة، وكمعابد للطقوس والاحتفالات الدينية، كما أنها مثلت حلقة الوصل بين البشر على الأرض والآلهه فى السماء، لذلك بُنيت على أراض مرتفعة، كما نرى في هرمي الشمس والقمر، في مدينة تيوتيهواكان التي تبعد عن شمال شرق مكسيكوسيتي عاصمة المكسيك بحوالى 40 كم تقريبا.