اضطراب الهوية من الأمراض النفسية التي تجعل الإنسان يصارع أكثر من هوية تتواجد بداخله؛ لا سيما وأنه غير قادر على تمييز هويته الأصلية وغير قادر على تذكر المعلومات الحقيقية والتفرقة بينها وبين الناتجة عن وحي خياله، مما يجعله يعاني معاناة شديدة؛ لذا من خلال مقال اليوم سنكشف عن ذلك الاضطراب وجميع أعراضه.
- I. تعريف اضطراب الهوية
- II. أسباب حدوث اضطراب الهوية
- III. أعراض اضطراب الهوية الشخصية
- IV. علاج مرض اضطراب الهوية الشخصية
- V. اضطراب الهوية لدى المراهقين
- VI. علاج مرض اضطراب الهوية لدى المراهقين
- VII. اضطراب الهوية الجنسية
- VIII. الأسباب
- IX. الأعراض لدى المراهقين
- X. الأعراض لدى الأطفال
- XI. علاج مرض اضطراب الهوية الجنسية
تعريف اضطراب الهوية
عرض الأطباء اضطراب الهوية الشخصية بأنها حالة من حالات الخلل العقلي التي تجعل الإنسان يعيش بشخصيتين على أقل تقدير، وتجعله يعيش بذاكرة ضعيفة وأيضًا تؤدي إلى تغيير جذري بكافة سلوكياته؛ وحينما يصاب الإنسان بهذا المرض؛ ففرصه تتزايد للإصابة بمرض الاكتئاب.
أسباب حدوث اضطراب الهوية
تختلف الأسباب المؤدية للإصابة بذلك الاضطراب من شخصٍ لآخر؛ وعادة ما تتكون هذه الأسباب في مرحلة الطفولة التي من خلالها تبدأ بداية الإصابة؛ ومن أشهر هذه الأسباب:-
صدمة في الصغر
تعرض الطفل لصدمة شديدة في مرحلة الصغر من الأسباب الرئيسية، التي تجعله عرضة للإصابة بمرض اضطراب الهوية؛ حيث إن هذه الصدمة تظل تلاحقه حتى الكبر، ويرغب بشتى الطرق أن يهرب منها ومن الذكريات الأليمة مما يجعله يبتعد شيئًا فشيئًا عن هويته.
معاملة سيئة
معاملة الأطفال بشكلٍ سيئ وعدم الاستماع لهم وتهميشهم من الأمور التي تجعلهم يفقدون الثقة بهويتهم وبأنفسهم؛ مما يتسبب بنشأة هويات أخرى بداخلهم.
الإهمال
الإهمال وعدم رعاية الطفل وعدم مساعدته على فهم الأشياء وجمع المعلومات من الأمور التي تجعله يقوم بهذا الأمر بنفسه؛ مما يؤدي إلى تكوين معتقدات خاطئة قد تجعله يخرج عن هويته يومًا ما.
الفقدان
تعرض الطفل لفقدان أحد والديه في الطفولة، من الأمور الصادمة والمفجعة؛ والتي تؤدي إلى الإصابة بمرض اضطراب الهوية الشخصية في المستقبل.
اعتداء جنسي
تعرض الطفل لاعتداء جنسي في مرحلة الصغر وبالأخص حينما يكون المعتدي هو أحد والديه؛ من الأمور التي تظل عالقة بذهنه وتزيد من فرصه للإصابة باضطراب الهوية؛ لا سيما وأنه يريد التمرد على هويته التي تعرضت للاعتداء.
أعراض اضطراب الهوية الشخصية
المصاب باضطراب الهوية تظهر عليه عدد من الأعراض التي يمكن ملاحظتها من قبل ذويه للتأكد من أنه مصاب بالفعل ويحتاج إلى البدء بالعلاج؛ ومن أهمها:-
نسيان الماضي
يلاحظ على المريض أنه غير قادر على تذكر الكثير من الأحداث والذكريات التي حدثت له خلال فترة المراهقة أو حقبة الطفولة؛ علاوة على أنه من الممكن أن يتذكر أحداثا ويتحدث عنها على الرغم من كونها لم تحدث من الأساس.
صعوبة تذكر الأحداث اليومية
لا يقتصر الأمر فقط على عدم تذكر الماضي؛ بل إن المريض من الممكن أن ينسى الكثير من الأحداث اليومية التي تحدث له.
الشعور بفقدان الزمن
يشعر المريض أنه فاقد للإحساس بالزمن وذلك لعدم تذكره للكثير من الأشياء؛ بالإضافة إلى أنه ينكر الأمور التي قام بها لعدم تذكره، ويظن أن الجميع يحاول خداعه.
التحول بين الشخصيات
تحول مخيف بين الشخصيات؛ فإن كان مصابًا باضطراب الهوية بشكلها الاستحواذي؛ فتجده يتحدث بطريقة مختلفة عن طريقته، وتجده متقمصًا لشخصٍ آخر غير موجود؛ أما إن كان مصابًا بالهوية في شكلها اللا استحواذي؛ هنا تجد شخصيته تغيرت في جوانب الحياة، فتجد أن ذوقه قد اختلف في الملابس والأغذية والتعامل مع الجميع أيضًا.
قلق مستمر
يعاني المصاب باضطراب الهوية الشخصية من قلقٍ مستمر طوال الوقت؛ وذلك بسبب كم الأحداث التي ينساها؛ وأيضًا بسبب نظرة الجميع له التي تجعله يشعر بمرضه.
الإقبال على المخدرات
إذا كانت طفولة المصاب صعبة، وغير قادر على نسيان الأحداث التي تعرض لها؛ هنا لن يقتصر الأمر على إصابته باضطراب الهوية فقط، بل يكون أكثر عرضة لإدمان المخدرات؛ وذلك لأنه يجد فيها ضالته للابتعاد عن كل ما يؤلمه.
هلاوس بصرية وسمعية
تخيم عليه الهلاوس السمعية والبصرية، فتجده يتحدث مع أشخاص غير موجودين على الإطلاق ويصف مظاهرهم؛ وأيضًا يخبرك بأنه يعلم الكثير عنهم؛ ومن الممكن أن يخلق في خياله صديقا غير موجود.
علاج مرض اضطراب الهوية الشخصية
إذا كانت هذه الأعراض قد ظهرت على أحد أبنائك؛ هنا يتحتم عليك البدء بمعالجته على الفور كي يتمكن من العيش بشكلٍ طبيعي، ويكون لديه هوية واضحة؛ ومن أبرز طرق العلاج التي يجب اتباعها:-
- في البداية يتم اصطحابه إلى طبيب نفسي من أجل تشخيص الحالة، ومعرفة المرحلة التي وصلت إليها؛ ومن هنا يضع خطة العلاج.
- العلاج النفسي الذي من خلاله يتم الاستماع إلى المريض؛ ومعرفة كافة المشكلات والأسباب التي قادته للإصابة بذلك المرض.
- البدء بتذكير المريض بكافة الذكريات التي فقدها وتناسها وإلحاقه بعدة معلومات هامة تساعده على استعادة هويته.
- تحديد أدوية من أجل التخفيف من أعراض القلق التي تصاحب المريض؛ وأيضًا تقليص فرص الإصابة بالاكتئاب.
- مراحل العلاج طويلة بعض الشيء، ويجب الصبر والثبات على الجلسات من أجل التخلص من ذلك الاضطراب.
- توعية المريض من كافة الأخطاء
- يقوم الطبيب بتكوين علاقة جيدة بينه وبين المريض كي يكتسب ثقته؛ ومن ثم يبدأ بمعاونته على العلاج.
اضطراب الهوية لدى المراهقين
المراهق هو الأكثر عرضة للإصابة بـ اضطراب الهوية الجنسية والشخصية؛ لا سيما وأنه خلال فترة المراهقة يكون غير مستقر، ويحتاج إلى التوعية الدائمة بشأن كل المجريات من حوله؛ كي يتمكن من تكوين هوية صحيحة ومتزنة؛ أما إذا حدث العكس فيصاب المراهق باضطراب الهوية التي من أبرز أسباب ظهورها في تلك المرحلة؛ ما يلي:-
التقلب الفكري
التقلب الفكري وعدم فهم الأمور الصحيحة من الخاطئة؛ من أبرز الأسباب التي تقود المراهق للإصابة باضطراب الهوية؛ فمن الممكن أن تكون أفكاره إيجابية ويلتزم دينيًا بعض الشيء، وبمرور فترة قصيرة تجد أن الأمر اختلف تمامًا وبدأ يرتكب تصرفات مشينة لا تصح.
لا يعرف انتماءاته
عدم معرفة المراهق لجميع انتماءاته من البداية، سبب واضح لإصابته باضطراب الهوية، والحل هنا يكون من قبل أحد الآباء الذي يوضح له انتماءاته الصحيحة؛ سواء كانت دينية أو جنسية أو حتى سياسية، وذلك ما يجعله ملمًا بالكثير من المعلومات في هذه المرحلة الخطرة.
المشكلات العائلية
تواجد المشكلات العائلية وحدوثها أمام المراهق من الأمور التي تؤثر على هويته، وتكون من الأسباب الرئيسية؛ لتكوين هوية جديدة لدى المراهق؛ بسبب الهروب من جميع الأحداث المحيطة به.
عدم التوعية من الأهل
ترك المراهق يواجه الحياة بمفرده من الأمور التي تجعله عرضة للإصابة بالاضطرابات، حيث إنه يقوم بارتكاب التصرفات وهو لا يعرف الخطأ من الصواب؛ والحل هنا هو توعيته كاملة واطلاعه على الخير والشر، وكيف يتعامل مع كليهما.
التنمر
التعرض للتنمر في مرحلة المراهقة؛ وخاصةً من جانب الأصدقاء بالمدارس أو الأهل في المنزل، تقع ضمن الأسباب الرئيسية التي تصيب الإنسان باضطراب الهوية؛ فهذا التنمر يجعله يكره هويته الحقيقية، ويبدأ بتكوين هوية جديدة تنال رضا الجميع من حوله.
تغيرات هرمونية
التغيرات الهرمونية تؤدي إلى حدوث مشكلات لدى المراهق؛ فيعاني من تقلب طوال الوقت في الحالة المزاجية وأيضًا حالة من عدم الاستقرار، وذلك ما يقوده تجاه اضطراب الهوية.
علاج مرض اضطراب الهوية لدى المراهقين
طرق علاج المراهق تكون أسهل بكثير من الشخص البالغ، لا سيما وأن هذه الفترة هي فترة بداية ظهور الأعراض عليه، والتي إذا تم التعامل معها بصفة صحيحة، يتعافى المراهق؛ ومن أبرز هذه الطرق هي:-
- يحتاج أحد الأبوين إلى عقد جلسة مع المراهق من أجل الاستماع له ولجميع مشكلاته؛ حتى وإن كان قد قام بارتكاب تصرفات خاطئة فيجب توعيته بشكلٍ صحيح.
- عدم معاقبته خلال هذه الفترة، وذلك ما يجعله يشعر بالأمان تجاه الأهل ويبدأ بالتعافي تدريجيًا؛ أما إذا حدث العكس فالأمر يتفاقم معه ويصعب علاجه.
- عدم اتباع أسلوب قاسٍ خلال تلك المرحلة أو التسفيه من مشكلات المراهق.
- التوجه إلى طبيب نفسي إن كانت الأساليب السابقة غير متوافقة مع المريض ويصعب تطبيقها معه؛ الطبيب قادر على التعامل معه بشكلٍ صحيح وعلاجه.
- توفير مناخ إيجابي للمراهق، فهنا يتحتم على الآباء أن يجعلوه يتجه للبدء بنشاط رياضي، والابتعاد تمامًا عن العزلة.
- يجب دعمه أيضًا كي يحقق النجاحات طوال الوقت؛ فهذا ما يعزز شعوره بنفسه وبهويته أيضًا.
اضطراب الهوية الجنسية
من الاضطرابات التي تجعل الإنسان يعيش حالة نفسية سيئة؛ تجعله غير مستقر على جنسه، وتكون لديه رغبة ملحة في أن ينتمي للجنس الآخر الذي يختلف عن جنسه، كما يرفض تمامًا جسده ويريد التمرد عليه والتحول إلى الجنس الآخر، وإن لم تتم عملية العلاج في فترة مبكرة؛ فمن الممكن أن تزداد الأمور سوءًا.
الأسباب
في الواقع لم يصل الأطباء إلى أسباب محددة وواضحة ترفع من الإصابة بذلك الاضطراب؛ ولكن السبب الوحيد الذي تم الوصول إليه هو عدم وجود توازن في الهرمونات أثناء فترة وجود الجنين داخل رحم الأم.
الأعراض لدى المراهقين
يمكن تشخيص هذا المرض والتأكد منه بواسطة عدة أعراض عادةً ما تصحبه، وتؤكد إصابة الشخص به؛ ومن أبرز الأعراض التي تم وضعها من قبل الأطباء:-
نفور من الأعضاء التناسلية
عادةً ما يشعر بالنفور والاشمئزاز تجاه أعضائه التناسلية، ويكون لديه رفض قاطع تجاهها وتصحبه رغبة دائمة بالتمرد عليها والتحول إلى الجنس الآخر.
تفضيله للجنس الآخر
يفضل الجنس الآخر بشكلٍ ملحوظ؛ فإن كان ولدا فرغبته تكون هي أن يتحول إلى فتاة ويتصرف مثلها في كافة الأمور وهذا ما يسهل ملاحظته؛ أما إن كانت فتاة فيحدث معها العكس.
اكتئاب
عند الوصول إلى مرحلة البلوغ يشعر المصاب باكتئاب طوال الوقت، وذلك لعدم قدرته على تحقيق رغبته في أن ينتمي للجنس الآخر؛ وأيضًا لمعرفة الرفض القاطع الذي يتعرض له من المجتمع إن قام بذلك.
الانعزال
ينعزل لفترات طويلة ومن الممكن أن ينطوي على نفسه وتقتصر علاقاته على أشخاص محدودين؛ وذلك لأنه حينما يكون بمفرده يستطيع القيام بأي شيء دون أن يلاحظه أحد.
ارتداء ألوان لا تليق بجنسهم
قد تجده يرتدي ألوان لا تليق بجنسه؛ فمن المعروف أن هناك بعض الألوان لا ترتديها سوى الفتيات، وإن كان الشخص مصابًا باضطراب الهوية الجنسية؛ فمن الممكن أن يرتديها حتى وإن كان بمفرده.
تمثيل الجنس الآخر
يميل دائمًا إلى تمثيل الجنس الآخر؛ من الممكن أن تتحدث معه وتجده يتحدث بطريقة لا تليق إلى جنسه وحين إخباره بذلك؛ تجده يخبرك بأنه يمزح ولن يخبرك برغبته الحقيقية؛ كما أنه حينما يكون بمفرده يمثل كافة تصرفات الجنس الآخر ويشعر بسعادة في ذلك.
عدم احترام الذات
لا يحترم ذاته أو جنسه مطلقًا ويرغب في التخلص منه طوال الوقت والتحول إلى الجنس الآخر.
ميول الانتحار
في بعض الحالات المتأخرة التي لم يتم البدء بعلاجها، تظهر أفكار الانتحار على المريض وذلك كي يتخلص من جسده والمعاناة التي يعيش بها معه.
الأعراض لدى الأطفال
تختلف الأعراض بعض الشيء لدى الأطفال عن المراهقين ولكن من السهل ملاحظتها، ويجب حينها يتم علاج الطفل على الفور كي يصبح بحالة طبيعية ويتعافى من اضطراب الهوية الجنسية مبكرًا؛ ومن أبرز تلك الأعراض:-
القيام بتصرفات الجنس الآخر
يتصرف بشكلٍ يختلف عن جنسه تمامًا؛ فيقوم بجميع تصرفات الجنس الآخر طوال الوقت خاصة في التعامل مع الآخرين، وفي بعض الأحيان يعتقد الآباء أن الطفل يمزح ويتعاملون مع هذا العرض بإهمال مما يؤدي إلى عواقب وخيمة بالمستقبل.
تفضيل اللعب مع الجنس الآخر
لا يفضل اللعب مع ذوي جنسه مطلقًا؛ بل إنه يبتعد عنهم تمامًا وعادة ما يفضل أن يلعب مع الجنس الآخر كي يتعرف عليهم بصورة أدق.
اللعب بأدوار الجنس الآخر
حينما يتجه إلى اللعب، لا يلعب بشخصيته الخاصة بجنسه، بل يجسد شخصيات الجنس الآخر؛ فمن الممكن أن تجد ولدًا صغيرًا يجسد دور فتاة، وفتاة تقوم بتجسيد دور رجل.
الابتعاد عن ذوي جنسه
في المدارس والنطاقات التي يجتمع بها ذوو جنسه، تجده يبتعد عنهم طوال الوقت ولا يفضل الانخراط معهم؛ بل إنه يفضل البقاء بمفرده والانطواء؛ نظرًا لأنه لا يريد الاقتراب منهم.
علاج مرض اضطراب الهوية الجنسية
العلاج في هذا المرض لا يقتصر على الطبيب فقط، بل هناك أدوار عديدة يتحتم على أهل المريض أن يقوموا بها كي يكون طريق العلاج سهلًا؛ ومن أبرز هذه الطرق:-
- يجب دعم المصاب من قبل أسرته، وإرشاده وتوعيته عن كافة الأمور المتعلقة بجنسه.
- عقد جلسات نفسية مع طبيب أو أخصائي نفسي متخصص في هذه الأمراض؛ وهذا ما يجعل المصاب يخرج ما لديه من أسباب ودوافع.
- علاج المصاب من خلال الهرمونات.
- القضاء على أي مشكلات نفسية، أو توترات أدت إلى الإصابة بالاضطراب.
- التوعية الدينية له وتعليمه أن يتقبل نفسه وذاته.
ختامًا… كانت هذه هي أبرز مشكلات اضطراب الهوية الجنسية والشخصية التي تصيب الكثير من الأفراد بمراحل عمرية مختلفة؛ فإن كنت تعرف أحدًا مصابًا بذلك الاضطراب، فعليك أن تعمل على استخدام كافة أساليب العلاج التي حددناها لك وعليك أيضًا أن تصطحبه إلى طبيب نفسي متخصص من أجل بدء مرحلة العلاج السليمة ومعاونته على أن يعيش بهوية سليمة وواضحة بحياته.