حلت الوسائل التكنولوجية الطبية محل العمليات الجراحية الكاملة في كثير من الأحيان، ومن أهمها تفتيت حصوات الكلى، حيث يمكن تفتيتها باستخدام أشعة الليزر، ولكن يقلق البعض من الأعراض بعد تفتيت الحصى بالمنظار نظرًا لانتشار الأقاويل بأن هذه العملية تسبب العديد من المضاعفات، فهل هذا الأمر صحيحًا؟ وهل تزداد حدة الأعراض بعد العملية؟ سنتناول إجابات جميع التساؤلات في هذا المقال.
ما هي عملية تفتيت الحصى بالمنظار؟
يتعرض الإنسان إلى تكوّن الحصى على الكلى لعدة أسباب كما هو معروف، وفي الحقيقة لا يستدعي القلق منها؛ لأنه يمكن التخلص منها عبر البول، ولكن تكمن المشكلة في تكوّن الحصى الكبيرة التي تظل مانعة لخروج البول؛ مما يتسبب في حدوث مشكلات عديدة وآلام مبرحة يشعر بها المريض، وهنا يلجأ الطبيب إلى التخلص من الحصى من خلال تفتيتها حتى يتمكن الجسم من التخلص منها عبر البول.
يستخدم الأطباء الآن الليزر في تفتيت الحصى بدلاً من إجراء عملية جراحية مفتوحة، حيث يمررون أشعة الليزر من خلال المنظار الذي يصل إلى حصى الكلى بعد مروره بالإحليل والحالب، ثم يتم توجيه أشعة الليزر بمقدار محدد على الحصى لتفتيتها إلى بضع أجزاء صغيرة؛ لتسهيل خروجها من الجسم مع البول، ومن مميزات هذا الإجراء أنه بسيط للغاية وسريع؛ إذ لا يستغرق وقت تنفيذه سوى ساعة واحدة فقط، ثم يستعيد المريض عافيته بعد فترة وجيزة.
متى يجب تفتيت الحصى بالمنظار؟
يلجأ الأطباء إلى تفتيت حصى الكلى أو الحصى المعلقة في الحالب بالمنظار إذا كان حجمها كبيرًا جدًا ومصاحبًا لانسداد مجرى البول وآلام مبرحة، وفي حال كانت غير منتظمة الشكل، أو إذا حدث نزيف في موضع وجود الحصى، أو في حال تسببت الحصى في تلف ما يحيطها من أنسجة، حينها يجب إجراء بعض الفحوصات الطبية استعدادًا لإجراء تفتيت الحصى بالمنظار.
ما الفحوصات اللازمة قبل إجراء عملية تفتيت الحصى بالليزر؟
يطلب الطبيب المعالج من المريض إجراء بعض التحاليل قبل إجراء عملية تفتيت الحصى بالليزر، وهي:
- تحاليل البول.
- التصوير بالأشعة السينية لمنطقة الصدر.
- تحاليل تخثر الدم PT/PTT
- تحليل صورة الدم الكاملة CBC
- الفحص الجسدي.
- تصوير الحويضة الوريدية، والذي يتم فيه حقن المريض عبر الوريد بصبغة؛ لتصل إلى الحصى فيظهر حجمها وموقعها عند التصوير بالأشعة السينية.
- تخطيط كهربية القلب.
اقرأ أيضًا: مراحل نزول الحصوة من الحالب
مراحل عملية تفتيت حصى الكلى بالليزر
تمر عملية تفتيت الحصى بالمنظار بمراحل وتجهيزات يجب الالتزام بها قبلها وبعدها، ومن هذه الخطوات ما يلي:
المرحلة الأولى
تتمثل هذه المرحلة في تحضير المريض للعملية، وفيها يخبر الطبيب المريض بضرورة الامتناع عن تناول الأدوية المميعة للدم لفترة يتم تعيينها من قبل اختصاصي المسالك البولية والكلى، ثم يُمنح المريض مهدئًا حتى لا يشعر بالألم أثناء إجراء العملية ويبقى مستيقظًا في الوقت نفسه.
المرحلة الثانية
وهي مرحلة إجراء العملية تفتيت الحصى بالليزر من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية لتعيين موضع الحصى بدقة، ثم يتم استخدام المنظار وإدخاله عبر فتحة البول ليصل إلى الحالب والكلى، وعند الوصول إلى الحصى يتم توجيه مقدار محدد من أشعة الليزر عدة مرات تجاه الحصى لتفتيتها، وعندما يتأكد الطبيب من تفتيت الحصى يخرجها من خلال سلة مخصصة يتم إدخالها عبر المنظار، وتبقى أجزاء صغيرة جدًا من الحصى لتخرج عبر البول.
قد يلجأ الطبيب إلى زراعة دعامات في الحالب بصورة مؤقتة ليبقى مفتوحًا لعدة أيام أو أسابيع؛ لضمان خروج جميع فتات الحصى من الجسم، ومن ثم يتم إزالة الدعامات بعد التأكد من خروج الحصى بالكامل.
المرحلة الثالثة
في هذه المرحلة يبدأ أثر المهدئ في الزوال، فتظهر الأعراض بعد تفتيت الحصى بالمنظار التي يشعر بها المريض.
الأعراض بعد تفتيت الحصى بالمنظار
لا تسري الأعراض التالي ذكرها على الجميع، حيث يمكن أن تحدث لبعض الأشخاص بينما لا تظهر على البعض الآخر، وتعتبر في الغالب نادرة الحدوث، وتتمثل في التالي:
- الشعور بالتشنجات في منطقة المثانة والحالب، حيث يكون ناجمًا عن التخدير، وحينما يزول أثره يشعر المريض بالألم.
- نزول قطرات دم بسيطة في البول، وهذا الأمر شائع الحدوث عند المرضى الذين يتعرضون لعمليات تفتيت الحصى؛ لذا فهو غير خطير.
- يحدث انفجار في الحالب، ويكون هذا الأمر خطيرًا للغاية.
- حدوث إصابة ما نتيجة حدوث انحراف في الجهاز البولي أثناء تفتيت الحصى.
- الإصابة بنوع من أنواع العدوى نتيجة إجراء العملية، والتي يصاحبها الشعور بالقشعريرة وارتفاع درجة الحرارة، وقد يحدث نادرًا أن يفقد المريض وعيه.
- حدوث نزيف حاد، وهو من الأعراض غير الشائعة التي تنم عن أمر خطير، وحينها يجري الطبيب الأشعة المقطعية ليتأكد من سلامة الجهاز البولي.
- الشعور بحرقان أثناء التبول.
كيفية التخلص من الأعراض بعد تفتيت الحصى بالليزر
هناك بعض الأعراض التي يمكن للمريض القضاء عليها من خلال اتباع تعليمات الطبيب، وهذا ما يمكن توضيحه في الآتي:
كيفية التخلص من الألم
يشعر المريض بالألم بعد إجراء العمليات الجراحية بشكل عام بعد زوال تأثير المخدر، والذي يكون في بداية الأمر حادًا، ثم يختفي تدريجيًّا، وهذا ما يحدث تمامًا للمريض بعد عملية تفتيت الحصى بالليزر، وهنا يصف الطبيب حقنة مسكنة في بداية الأمر للتخلص من الألم الحاد، كما يصف له بعض الأدوية المسكنة ليتناولها بعد الذهاب إلى منزله لبعض الوقت إلى أن يختفي الألم، ولكن في حال تفاقم الألم وصاحبه أعراض يحدث التدخل الطبي.
كيفية التخلص من حرقان البول
يشعر المريض بعد إجراء العملية بالحرقان في مجرى البول، ولهذا يصف له الطبيب الأدوية المضادة للبكتيريا والالتهابات إلى أن يهدأ الحرقان، وعلى الرغم من ذلك يستمر بعض الأشخاص في الشعور بالحرقان، وهنا يلزم المتابعة الطبية بشكل دوري لإيجاد العلاج المناسب.
كيفية التخلص من قطرات الدماء في البول
يلاحظ المريض نزول قطرات من الدماء مع البول عقب إجراء عملية تفتيت الحصى، ويعد هذا العرض من الأعراض الطبيعية التي تحدث في الأيام الأولى بعد العملية، وسرعان ما يزول بعد تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، ولكن في حال كان الدم غزيرًا هنا يجب الانتباه واستشارة الطبيب بشكل عاجل؛ لأن هذا الأمر يعتبر من المضاعفات، وليس عرضًا طبيعيًّا.
نصائح بعد إجراء عملية تفتيت الحصى
يجب على المريض الاهتمام بتعليمات الطبيب حتى تقل الأعراض بعد تفتيت الحصى بالمنظار في وقت قصير ويستعيد عافيته بشكل تام، ومنها:
- لا يجب على المريض العودة إلى العمل بعد العملية مباشرة، ويُفضل المكوث في المنزل لمدة سبعة أيام على الأقل.
- تناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها تمامًا مع عدم الإفراط في تناول المسكنات، بل يجب أن يتم هذا وفقًا للجرعة الموصوفة من قبل الطبيب.
- الامتناع عن حمل الأشياء الثقيلة لمدة شهر عقب إجراء العملية حتى لا تحدث أي مضاعفات.
- يجب شرب الماء بكميات كبيرة؛ حتى يتخلص الجسم من بقايا الحصى عند التبول.
- الحرص على التدرج عند بدء الأنشطة اليومية مع تجنب القيام بمجهود كبير، كما يجب أخذ فترات من الراحة بين الأنشطة حتى يُشفى الجسم بشكل تام.
- يجب الاهتمام بإدخال الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والبروتين وجميع العناصر الغذائية ضمن النظام الغذائي اليومي.
اقرأ أيضًا: يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها
إذا لاحظ المريض تفاقم الأعراض بعد تفتيت الحصى بالمنظار يجب عليه استشارة الطبيب بشكل عاجل لتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة، كما يجب الالتزام بالتعليمات والأدوية التي يصفها الطبيب للمريض، والتي ستساعده على التعافي بشكل سريع والقيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.