عادةً ما يستخدم مصطلح الإعاقة الذهنية عندما يكون هناك ضعف في قدرة الشخص على التعلم وممارسة تفاصيل حياته اليومية مقارنة بأقرانه في نفس العمر، وتختلف مستويات الإعاقة الذهنية بشكل كبير عند الأطفال، حيث يواجه الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية صعوبة في السماح للآخرين بمعرفة رغباتهم واحتياجاتهم والاعتناء بأنفسهم.
بعض الحقائق عن الإعاقة الذهنية
تتضمن الإعاقة الذهنية مشاكل في القدرات العقلية العامة التي تؤثر على الأداء في مجالين هما: الأداء الفكري (مثل التعلم وحل المشكلات والحكم على الأشياء والأشخاص)، والأداء التكيفي (أنشطة الحياة اليومية مثل التواصل والعيش المستقل).
تبدأ أعراض العجز الفكري والتكيفي في الظهور في وقت مبكر من فترة النمو، وتؤثر الإعاقة الذهنية على حوالي 1% من السكان حول العالم، وحوالي 85% من تلك الحالات يعانون من إعاقة ذهنية خفيفة، كما يعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالإعاقة الذهنية من الإناث.
تشخيص الإعاقة الذهنية
يمكن الاشتباه في الإعاقة الذهنية لأسباب عديدة مختلفة منها إذا كان الطفل يعاني من تشوهات جسدية تشير إلى اضطراب وراثي، عندها يتم إجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات لتأكيد التشخيص، وتشمل الاختبارات: اختبار الدم واختبار البول وبعض الاختبارات التي يتم إجراؤها للبحث عن مشاكل هيكلية في الدماغ.
أما تحديد الإعاقة الذهنية فيكون من خلال المشاكل التي تظهر في الأداء الفكري والتكيفي، حيث يتم قياس الأداء الفكري من خلال اختبارات الذكاء التي تدار بشكل فردي وتكون صحيحة من الناحية النفسية وشاملة ومناسبة ثقافيًا، ولا يكون الاعتماد على درجة الاختبار بشكل كامل لكن يتم استخدام الاختبار كجزء من تشخيص الحالة.
يتم تقييم الأداء التكيفي من خلال المقابلات مع الفرد والمقابلات مع الآخرين مثل أفراد الأسرة والمعلمين ومقدمي الرعاية، ويتم النظر في 3 مجالات لقياس الأداء التكيفي هي:
- المفاهيم من حيث اللغة والقراءة والكتابة والرياضيات والتفكير والمعرفة والذاكرة.
- الأمور الاجتماعية من حيث التعاطف ومهارات الاتصال والقدرة على اتباع القواعد والقدرة على تكوين صداقات والحفاظ عليها.
- الجانب العملي من حيث الاستقلال في مجالات مثل العناية الشخصية ومسؤوليات الوظيفة وإدارة الأموال والترفيه وتنظيم المهام المدرسية والعمل.
يتم تحديد الإعاقة الذهنية على أنها خفيفة (معظم الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية في هذه الفئة) أو معتدلة أو شديدة خلال مرحلة الطفولة، حيث يمكن ملاحظة التأخير في اللغة أو المهارات الحركية في سن الثانية، ومع ذلك قد لا يتم تحديد مستوى الإعاقة بدقة حتى سن المدرسة عندما يواجه الطفل صعوبة في التعامل مع الأكاديميين.
ما هي علامات الإعاقة الذهنية عند الأطفال؟
هناك العديد من العلامات المختلفة للإعاقة الذهنية الخفيفة عند الأطفال، والأكثر شيوعًا من تلك الأعراض هو:
- التأخر في النمو الحركي مثل التدحرج أو الجلوس أو الزحف أو المشي.
- التأخر في التحدث أو صعوبة التحدث.
- البطء في إتقان أشياء مثل التدريب على استخدام الحمام، وارتداء الملابس، وإطعام أنفسهم.
- صعوبة تذكر الأشياء.
- عدم القدرة على ربط الإجراءات بالنتائج.
- مشاكل السلوك مثل نوبات الغضب المتفجرة.
- صعوبة في حل المشكلات أو التفكير المنطقي.
أما في الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية شديدة أو عميقة، فقد تكون هناك مشاكل صحية أخرى أيضًا مثل اضطرابات المزاج أو ضعف المهارات الحركية أو مشاكل في الرؤية أو مشاكل في السمع.
أسباب الإعاقة الذهنية
هناك العديد من الأسباب المختلفة للإعاقة الذهنية، حيث يمكن أن تترافق مع متلازمة وراثية مثل متلازمة داون أو متلازمة كروموسوم إكس الهش (الذي قد يتطور بعد مرض مثل التهاب السحايا أو السعال الديكي أو الحصبة)، كما قد تنجم الإعاقات الذهنية عن صدمة في الرأس أثناء الطفولة أو التعرض للسموم مثل الرصاص أو الزئبق.
وهناك عدة عوامل أخرى قد تساهم في الإعاقة الذهنية مثل تشوه الدماغ وأمراض عند الأم والتأثيرات البيئية (الكحول أو المخدرات أو السموم الأخرى)، كما يمكن أن تساهم الأحداث المرتبطة بالعدوى أثناء الحمل والمشاكل عند الولادة (مثل عدم الحصول على ما يكفي من الأكسجين) في الإصابة بالإعاقة الذهنية.
هل يمكن منع الإعاقة الذهنية؟
يمكن الوقاية من بعض أسباب الإعاقة الذهنية من خلال عدم شرب الكحول أو التعرض للسموم، والحصول على الرعاية المناسبة قبل الولادة، وتناول الفيتامينات الخاصة بمرحلة الحمل وما قبل الولادة، والتطعيم ضد بعض الأمراض المعدية يمكن أن يقلل أيضًا من خطر ولادة الطفل بإعاقات ذهنية.
أما في العائلات التي لديها تاريخ من الاضطرابات الوراثية؛ فقد يوصي الطبيب بإجراء الاختبارات الجينية قبل الحمل مثل الموجات فوق الصوتية وبزل السلى، ويمكن أيضًا أن تقومي بإجرائها خلال فترة الحمل للبحث عن المشاكل المرتبطة بالإعاقة الفكرية، وعلى الرغم من أن هذه الاختبارات قد تحدد المشكلات قبل الولادة إلا أنها لا تستطيع تصحيحها.
العلاج أو طريقة التكيف مع الإعاقة الذهنية
الإعاقة الذهنية هي حالة تستمر مدى الحياة، ومع ذلك قد يؤدي التدخل المبكر والمستمر إلى تحسين الأداء وتمكين الشخص من تنمية مهارته طوال حياته، فبمجرد إجراء التشخيص والتأكد من وجود إعاقة؛ يتم التركيز على نقاط القوة عند الشخص المصاب والاحتياجات الخاصة به، ومحاولة توفير الدعم الذي يحتاجه للبدء في الدراسة داخل المدارس أو الدعم الذي يحتاجه داخل المجتمع حوله.
يمكن للتدخل المبكر (الرضع والأطفال الصغار) في المساهمة بشكل كبير في تحسن الطفل ودمجه داخل المجتمع؛ لذلك من المهم للآباء عند الشعور بأن هناك شيئًا غير طبيعي في نمو الطفل أن يفعل الآتي:
- اطلب المساعدة من مختص للتعرف على نوع الإعاقة عند طفلك.
- تواصل مع آباء آخرين لأطفال ذوي إعاقة، وذلك من شأنه أن يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، ويضمن لك بعض الدعم النفسي.
- كن صبورًا؛ فقد يكون التعلم أبطأ عند طفلك مقارنة بالحالة الطبيعية عند الأطفال.
- شجع الطفل على الاستقلالية والمسؤولية.
- تعلم كل ما يمكنك تعلمه عن الإعاقات الذهنية؛ لأنه كلما عرفت أكثر، كلما كنت نقطة قوة في حياة طفلك.
- دع طفلك يجرب أشياء جديدة وشجعه على فعل الأشياء بنفسه، وقدم التوجيه عند الحاجة وقدم الكثير من الملاحظات الإيجابية عندما يفعل طفلك شيئًا جيدًا أو يتقن شيئًا جديدًا.
- تعرف على الخدمات التعليمية التي توفرها الدولة طفلك.
- تعلم القوانين التي من شأنها مساعدة طفلك على عيش حياة أفضل.
- ابقَ على اتصال مع معلمي الطفل؛ لتتمكن من متابعة تقدمه وتعزيز ما يتعلمه طفلك في المدرسة من خلال الممارسة في المنزل.
- ابحث عن فرص للأنشطة الاجتماعية والترفيهية والرياضية للطفل.
يمكن للشخص صاحب الإعاقة الذهنية أن يتكيف ويتفاعل مع مجتمعه المحيط إذا كان الوالدان على قدر من المعرفة بالمرض وتشخيصه وأسبابه وطرق التعامل السليمة، والصبر على بطء تعلم الطفل خلال سنين حياته.