في وقت تتعدد فيه أضرار البطالة وعدم إيجاد فرص العمل على الصحة النفسية، يؤكد العلماء أن اللجوء للعمل في وظائف غير مناسبة، بحجة أنها أفضل من عدم العمل من الأساس، هو اعتقاد خاطئ، فيما يكون العمل في تلك الحالة أكثر ضررا على الصحة من عدمه.
العمل المضر بالصحة
كثيرا ما نستمع إلى تلك النصائح بضرورة العمل في كل الأحوال، باعتبار أن شغل وظيفة ما في أسوأ ظروفها سيكون أفضل من البطالة، يبدو أن تلك المقولة غير صادقة وفقا لعدد من الباحثين، الذين أكدوا احتمالية مواجهة معاناة تفوق معاناة البطالة، عند التواجد في العمل غير المناسب.
أجرى الباحثون من جامعة مانشستر الإنجليزية، دراسة مطولة عبر ملاحظة الآلاف من المشتركين، ما بين عاملين في وظائف غير مناسبة وآخرين يعانون من البطالة، حيث راقب العلماء الحالة الصحية لأكثر من ألف شخص كانوا لا يعملون في بداية الدراسة قبل أن يعملوا في ظروف غير جيدة.
توصل الباحثون بالكشف الطبي على المشتركين في الدراسة، سواء في البداية أو في نهايتها، إلى أن مستويات التوتر والقلق لدى الأشخاص الذين يعملون في وظائف غير مناسبة تبدو أكثر ارتفاعا بدرجات ملحوظة، من تلك المستويات لدى غير العاملين من الأساس، ما يشير إلى أن تدني مستوى ظروف العمل من شأنه التأثير بالسلب على الصحة النفسية بشكل يفوق أضرار البطالة.
آراء الخبراء
يعقب تاراني شاندولا، وهو أستاذ علم الاجتماع الطبي من جامعة مانشستر، والباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة، على تلك النتائج، قائلا: «بينما نعلم أن العمل الجيد يبدو مفيدا للصحة، فإنه من المؤكد كذلك أن العمل غير المناسب للمرء بإمكانه التأثير سلبا على صحته».
يشير الباحثون إلى أن ظروف العمل غير المناسبة تشمل الرواتب القليلة، عدم الأمان في العمل، عدم الاستمتاع بالمهام المطلوبة، علاوة على الإحساس بالقلق نتيجة للقيام به.
في النهاية، يرى الخبراء أنه رغم أهمية إيجاد فرص عمل لمواجهة شبح البطالة، إلا أن الأمر دائما ما يتطلب العثور على الفرصة المناسبة، بعيدا عن وظائف تبين أنها قد تضر الصحة من دون أن تفيدها.