«البقاء نشيطا في منتصف العمر، يحميك من الخرف في الشيخوخة»، هذا ما أكدته إحدى الدراسات العلمية الحديثة، والتي نكشف عن تفاصيلها المثيرة الآن.
نشاط منتصف العمر
في وقت لم يتوصل فيه العلماء بشكل قاطع، إلى الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بالخرف والأزمات العقلية وكيفية الوقاية منها، تأتي دراسة سويدية لتكشف عن طريقة تبدو مثالية لتجنب المعاناة من تلك المشكلات الذهنية مع التقدم في العمر، تتمثل في البقاء نشيطا قدر الإمكان في منتصف العمر.
أجرى الباحثون من جامعة جوتنبرغ السويدية، دراستهم طويلة الأمد، عبر تتبع اسلوب حياة نحو 800 امرأة في منتصف الأربعينيات من العمر، حيث تمت مراقبة حالتهن الصحية لمدة 44 عاما، اختلفت خلالها طرق المعيشة من سيدة لأخرى، فبينما مارست مجموعة منهن بعض النشاطات، التي تبدأ من ركوب الدراجات وري الحدائق، وتنتهي بالركض والسباحة، لم تمارس المجموعة الأخرى نشاطات بدنية تذكر.
أصيبت نحو 194 سيدة من أصل 800 بالخرف، على مدار سنوات الدراسة، إذ عانت بعض السيدات من مرض ألزهايمر، والبعض الآخر من الخرف الوعائي، الأمر الذي ساهم في توضيح الرؤية كثيرا بالنسبة للباحثين.
النتيجة
أثبتت الدراسة بالأرقام أن فرص الإصابة بمرض ألزهايمر تنخفض بنسبة 46% لدى السيدات اللاتي مارسن نشاطات ذهنية، فيما تراجعت لديهن أيضا مخاطر المعاناة من شتى أنواع الخرف بنسبة 34%، كذلك توصل الباحثون إلى أن فرص المعاناة من الخرف الوعائي انخفضت بنسبة تصل إلى 53%، لدى المجموعة التي مارست النشاطات الحركية بصفة شبه منتظمة، خلال مرحلة منتصف العمر.
تعقب جينا ناجار، الباحثة وراء الدراسة الأخيرة، والأستاذة بكلية جوتنبرغ على تلك الأرقام، قائلة: «تؤكد النتائج الأخيرة أن ممارسة النشاطات الذهنية والحركية في منتصف العمر، قد يحمي الإنسان من أمراض الخرف في الكبر، إذ يسهم في وقايته من مشكلات ذهنية متعددة».
في النهاية، ألمح الباحثون إلى أن الدراسة السويدية قد أجريت على النساء فقط، ما يشير إلى أنها من الوارد ألا تكون مناسبة للجميع، إلا أنه من المؤكد أن ممارسة المرء للنشاطات الحركية والذهنية بصفة مستمرة، سيقلل من فرص الإصابة بمشكلات عضوية وذهنية في جميع الأحوال.