بينما تعددت طرق إنقاص الوزن، والتي يتمثل بعضها في الامتناع عن تناول الطعام تماما، تؤكد إحدى الدراسات أن الصيام عن الأكل في تلك الحالة، يصل بصحة الإنسان لمرحلة الخطر.
الصيام والصحة
بعيدا عن عبادة الصوم، المهذبة للنفس والمفيد صحيا، والتي يمارسها المسلمون في شتى بقاع الأرض، على مدار شهر رمضان كاملا، جاءت إحدى الدراسات البرازيلية الحديثة، لتكشف عن خطورة القيام بالصوم لأشهر متتالية على مدار العام، أملا في فقدان الوزن الزائد.
توصل الباحثون من جامعة ساو باولو، لخطورة الامتناع عن الطعام لفترات طويلة، بغرض إنقاص الوزن، من واقع تسبب ذلك الإجراء في إفساد الإنسولين بالجسم، المسؤول عن ضبط درجات السكر، ما يعني زيادة فرص الإصابة بداء السكري، وهو الأمر الذي أعلنه باحثو الجامعة البرازيلية خلال انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الغدد الصماء.
تقول آنا بوناسا، المسؤولة عن هذا البحث الأخير: «هذه هي الدراسة الأولى التي تثبت تلك النتائج المثيرة، فبالرغم من نجاح أنظمة إنقاص الوزن عبر الامتناع عن الطعام، إلا أنها تؤدي على الجانب الآخر لتلف البنكرياس، وكذلك إلى الإضرار بالإنسولين، ما يعني زيادة احتمالية الإصابة بداء السكري، وبأمراض أخرى خطيرة».
حقيقة علمية
أجرى الباحثون دراستهم على مدار 3 أشهر كاملة، من اتباع بعض الأشخاص لنظام الصوم من أجل إنقاص أوزانهم، حيث تابعوا بانتظام تأثير الامتناع عن الطعام حينئذ، على كل من الوزن والجزيئات الحرة بالجسم ودرجات الإنسولين.
اكتشف الخبراء أنه على الرغم من تراجع الوزن مع انخفاض كميات الطعم التي يحصل عليها المرء، إلا أن كميات الأنسجة الدهنية في منطقة البطن تزيد بوضوح، علاوة على إصابة خلايا البنكرياس التي تفرز الإنسولين بالتلف، وارتفاع نسب الجزيئات الحرة ومقاومة الإنسولين بالجسم أيضا.
توضح آنا خطورة الأمر من جديد، قائلة: «لابد من الوضع في الاعتبار أن الشخص المصاب بالوزن الزائد، والذي ينخرط في مثل تلك الأساليب بغرض إنقاص وزنه، قد يكون لديه من الأساس مقاومة للإنسولين، لذا فإن تسبب الصوم طويل الأجل حينئذ في إنقاص وزنه، فإنه سيؤدي لاحقا إلى معاناته من داء السكري من النوع الثاني، في أغلب الأحوال».