يبدو وأن مدة الاستحمام اليومية، بإمكانها أن تحدد شعور المرء بالوحدة من عدمه، وفقا لدراسة توصلت إلى أن حتى درجة سخونة أو برودة الماء من الوارد أن تعوض الإنسان عن هذا الشعور السلبي المزعج.
الوحدة والاستحمام
يختلف مفهوم الشعور بالوحدة من شخص لآخر، إلا أن المفهوم العام لهذا الاحساس السلبي، يتمثل في العزلة الاجتماعية عن الآخرين، أو ربما التواجد وسط أناس غير قادرين على فهمك، ما يبدو وأن الاستحمام من الممكن أن يخفف من وطأة هذا الشعور، والعهدة على دراسة أمريكية مثيرة.
توصلت الدراسة التي أجريت بجامعة يال الأمريكية، إلى علاقة طردية بين مدة الاستحمام وبين الإحساس بالوحدة، حيث تعني طول مدة الوقوف أسفل المياه في الحمامات، حدة الشعور بالوحدة والحنين للرفقة، الأمر الذي لا يتوقف على مدة الاستحمام فحسب، بل يصل إلى درجة سخونة المياه أيضا.
أوضحت الدراسة أن استخدام المياه الساخنة أثناء الاستحمام، ربما يكون مؤشرا على إحساس الفرد بالوحدة، ما يعوضه من خلال المياه الدافئة، التي تعرف بدورها النفسي في إيصال الإحساس بالرفقة وعدم الوحدة.
الدراسة
استعان باحثو جامعة يال الأمريكية، بنحو 51 متطوعًا من طلبة الجامعة العريقة، حيث ربط الباحثون بين مشاعر الوحدة لدى هؤلاء الشباب، وبين طول مدة الاستحمام من ناحية، وكذلك درجة سخونة المياه المستخدمة حينئذ من ناحية أخرى، ليتوصل الباحث وأستاذ علم النفس من الجامعة، جون بارغ، إلى تلك النتيجة: «كلما زاد الإحساس بالوحدة، كلما طالت فترات الاستحمام، بل وزاد تكرارها على مدار اليوم، وباستخدام المياه الساخنة تحديدا».
يشير الباحثون إلى أنه بالرجوع إلى تلك الدراسة وعدد من الأبحاث الأخرى، فإنه من الممكن لأي شخص أن يسيطر على مشاعر الوحدة السلبية التي تعتريه، عبر طرق سهلة للغاية، من بينها ارتداء الملابس الثقيلة أو الحصول على المشروبات الساخنة التي تشعر الشخص بالدفء، حيث ثبتت قدرة تلك الأمور على تقليل الإحساس بالعزلة، نظرا لإمكانية تسرب الإحساس الجسدي بالدفء إلى العقل.
في النهاية، من الوارد أن تطول أو تقصر فترات الاستحمام بناء على أمور أخرى، إلا أنه في أغلب الأحوال يمكن لطول الفترة أن تكشف عن إحساسك الدفين بالوحدة، والذي يتطلب الانطلاق من الآن فصاعدا، من أجل تكوين علاقات جديدة.