الميكروب الحلزوني (Helicobacter pylori)، هو نوع شائع من البكتيريا التي تصيب الجهاز الهضمي، وهي حلزونية الشكل وتُعرف بالملوية البوابية أو جرثومة المعدة، وهي المسؤولة غالبًا عن قرحة المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، وقد تؤدي أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة إذا أُهمل علاجها، مثل: التهاب المعدة أو سرطان المعدة.
كيف ينتقل الميكروب الحلزوني، وما أسباب الإصابة؟
تنتقل الإصابة بشكل أساسي عبر الفم، وعند دخوله إلى الجهاز الهضمي، يتكاثر ويهاجم بطانة المعدة المخاطية، والتي تحمي المعدة أساسًا من تأثير الإنزيمات الهاضمة، حيث يساعده شكله الحلزوني على اختراقها، مسببًا أضرارًا في البطانة مما يجعل خلايا المعدة أكثرعرضة لتأثير الأحماض القاسية، مؤديًا إلى هيجان في البطانة، ومن ثّم إلى قرحة في المعدة.
ويتميز الميكروب الحلزوني بأنه يتكيف مع البيئة الحمضية القاسية في المعدة، كما يمكنه التغيير في البيئة المحيطة به والتخفيف من حامضيتها، عن طريق إنتاج مواد تعادل أحماض المعدة حتى يتمكن من البقاء، ويزيد خطر الإصابة في الحالات الآتية:
- تلعب البيئة والظروف المعيشية دورًا هامًا، مثل: الدول النامية، والأماكن المكتظة، والمجتمعات التي تفتقر إلى المياه النظيفة، وشبكات الصرف الصحي الجيدة.
- عدم استخدام الماء الساخن، وطبخ الطعام جيدًا.
- إهمال النظافة الشخصية، وغسل اليدين بعد الخروج من المرحاض، لذا فالأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بسبب عدم اهتمامهم بالنظافة، حيث تحدث الإصابة غالبًا في فترة الطفولة، لكن لا تظهر الأعراض في البداية.
- الماء والطعام الملوثان، واستخدام الأدوات والأواني الملوثة.
- مشاركة السكن مع أشخاص مصابين بالميكروب الحلزوني، بحيث تنتقل الإصابة عن طريق اللعاب وسوائل الجسم.
أعراض الإصابة بالميكروب الحلزوني:
- آلام شديدة في البطن، خاصة عندما تكون المعدة فارغة في الليل، أو بعد ساعات قليلة من الوجبات.
- الغثيان والتقيؤ، مع احتمال نزول دم.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- التجشؤ المتكرر.
- حرقة في المعدة.
- رائحة الفم الكريهة.
- صعوبة في التنفس.
- قلة أو فقدان الشهية، مما يؤدي إلى فقدان ملحوظ في الوزن.
- الشعور بالانتفاخ، والشبع بعد تناول كميات قليلة.
- مشاكل في البلع والهضم.
- إرهاق وتعب عام.
- لون البراز داكن، أو أسود بسبب وجود دم.
- فقر الدم.

مضاعفات الإصابة بالميكروب الحلزوني:
قد تؤدي الإصابة بقرحة المعدة الناجمة عن الإصابة بالميكروب الحلزوني إلى مضاعفات خطيرة، منها:
- نزيف داخلي، ويحدث عندما تصل القرحة إلى الأوعية الدموية، وهو مرتبط بأنيميا نقص الحديد.
- الانسداد المعدي، نتيجة حدوث تورم في المعدة، مما يمنع الطعام من المرور.
- ثقب في المعدة، نتيجة اختراق القرحة لجدار المعدة.
- التهاب في الصفاق، وهو الغشاء المبطن للتجويف البطني.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة.
تشخيص الميكروب الحلزوني:
يتم التشخيص من خلال عدة اختبارات، وهي:
- الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بالضغط على منطقة المعدة، للتحقق من علامات الانتفاخ، والألم.
- اختبار تحليل الدم، للكشف عن فقر الدم، وعن وجود أجسام مضادة ضد الميكروب الحلزوني.
- اختبار تحليل البراز، للكشف عن وجود دم في البراز.
- اختبار التنفس، حيث يقوم المريض بشرب محلول يحتوي على اليوريا، ثم التنفس في كيس، فإذا كان المريض مصابًا، تقوم البكتيريا بإنتاج إنزيم يكسر اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون، والذي يتم التحقق من خروجه بالفحص في المختبر، بحيث تظهر النتائج أن أنفاسه تحتوي على كمية غاز ثاني أكسيد الكربون أعلى من المعدل الطبيعي.
- التنظير الداخلي للجهاز الهضمي، حيث يقوم الطبيب بإدخال أداة رفيعة وطويلة تسمى المنظار الداخلي داخل الفم ونزولاً إلى المعدة والاثني عشر، ومزودة بكاميرا ترسل صورًا على الشاشة ليطّلع عليها الطبيب، وقد يقوم الطبيب بأخذ عينات من المنطقة المصابة بواسطة أدوات خاصة مرفقة مع المنظار.
- الفحص بالأشعة السينية، أو المقطعية، أو الرنين المغناطيسي لإعطاء صورة تفصيلية.
علاج الميكروب الحلزوني:
العلاج بالأدوية، ويُشار إلى هذا العلاج بـ (العلاج الثلاثي)، ويشمل:
- نوعين من المضادات الحيوية على الأقل، مثل: أموكسيسيلين، كلاريثروميسين، ميترونيدازول، تتراسيكلين، تينيدازول.
- الأدوية المثبطة لأحماض المعدة، لكي تساعد المضادات الحيوية على العمل بشكل أكثر فعالية، وهي على نوعين:
- أدوية مضادة للهيستامين والذي يحفز المعدة على إنتاج المزيد من الأحماض، مثل: رانيتيدين، سيميتيدين.
- أدوية مضادة للمضخات الصغيرة التي تنتج الأحماض في المعدة، مثل: أوميبرازول، إيزوميبرازول.
- دواء بسموث سبساليسيلات، والذي قد يساعد في قتل البكتيريا إلى جانب المضادات الحيوية.
ويحتاج المريض عادةً من أسبوع إلى أسبوعين من العلاج حتى يشعر بالتحسن، وبعد انتهاء العلاج يخضع لفحص متابعة للتأكد من زوال العدوى بإجراء فحص التنفس، والبراز، ويُنصح الأشخاص المصابين بالميكروب الحلزوني الابتعاد عن الأطعمة الحارة والحامضة، والكحول والتدخين، لأنها تؤدي إلى تفاقم القرحة وإعاقة شفائها.
علاج الميكروب الحلزوني بالأعشاب الطبيعية
- الشاي الأخضر: يساعد على قتل البكتيريا، وتثبيط نموها وتكاثرها، والتخفيف من شدة التهاب المعدة.
- العسل: يتميز بخصائص مضادة للبكتيريا والجراثيم، واستخدامه مع العلاجات قد يقصر من وقت العلاج، وبشكل خاص العسل الخام، وعسل المانوكا.
- زيت الزيتون: يتميز بقدراته العالية المضادة لـ8 سلالات من البكتيريا الحلزونية، وخاصة المقاومة للمضادات الحيوية.
- جذر العرقسوس: وهو علاج شائع وطبيعي لقرحة المعدة، وهو لا يقتل البكتيريا مباشرة؛ وإنما يمنعها من الالتصاق بجدران الخلايا.
- براعم البروكلي: لأنها تحتوي على مركب سلفورافان، والذي يساهم في تخفيف التهاب المعدة، ويقلل من انتشار البكتيريا، ويخفف من آثارها.
- صبار الألوفيرا: يستخدم في علاج الأمراض المرافقة لجرثومة المعدة، كالإمساك، وعسر الهضم.
العلاج بالضوء، بواسطة الأشعة فوق البنفسجية للقضاء على البكتيريا، ويُعتبر خيارًا مناسبًا، وآمنًا في الحالات التي لا تستجيب للمضادات الحيوية.