لم يكتف الطبيب الشاب جيم ويزرز حينئذ، بعلاج المرضى الذين اعتادوا زيارة المستشفى التي يعمل بها، بل سعى لاقتحام الشوارع الضيقة الممتلئة بالمشردين وكأنه واحدا منهم، ليكتشف الأمراض المنتشرة فيما بينهم، ويبدأ رحلة علاج لفقراء الولايات المتحدة، على مدار أكثر من ربع قرن من الكفاح للرجل الملقب بطبيب الشارع.
طبيب الشارع
نال الطبيب الأمريكي، جيم ويزرز، لقب طبيب الشارع بالولايات المتحدة، بعد أن ذاع صيته باعتباره المعالج المتجول، الذي يذهب للمشردين أينما كانوا، حيث بدأت رحلته العلاجية المثيرة منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، حينها كان يتعمد عدم تهذيب شعره، وارتداء ملابس متسخة، ليبدو تماما مثل هؤلاء الفقراء، أملا في اقتحام عالمهم دون أي مشكلات.
يحكي الطبيب عن تلك الفترة قائلا: «شعرت بالصدمة في بادئ الأمر، نظرا للكم الهائل من الفقراء الذين لاحظت وجودهم بالشوارع وأسفل الجسور بلا مأوى، وكأنني بإحدى دول العالم الثالث»، مضيفا: «وجدت الكثير من المرضى النفسيين، بجانب نساء تعرضن للعنف الأسري، وأطفال هاربين من منازلهم، ولكل فرد من هؤلاء قصته الخاصة».
حملة إنقاذ المشردين
شعر جيم بضرورة القيام بخطوات جادة، لعلاج أزمة انتشار الأمراض العضوية والنفسية لدى هؤلاء المشردين، لينجح بالفعل في تدشين برنامج علاجي باسم Operation Safety Net، بمشاركة عدد من الأطباء والمسؤولين، الذين تمكنوا على مدار أكثر من 25 عام من تأسيس ذلك البرنامج، من علاج آلاف المرضى، بل ونقل أكثر من 1200 مشرد إلى منازل مجهزة لاستقبالهم.
يشير جيم إلى الصعوبات التي تواجهه أحيانا، في سبيل تحسين أوضاع هؤلاء الأشخاص، قائلا: «هؤلاء المشردون هم مجموعة من البشر الذين فقدوا منازلهم وربما أسرهم وأحبابهم، لذا فالمعتاد بالنسبة إليهم أن يتنقلوا من مكان لآخر بشكل مستمر، ما يزيد من صعوبة متابعة حالاتهم الصحية كما نأمل، ومن ثم يتطلب القيام بمجهودات مضاعفة بهذا الصدد».
في النهاية، يكشف طبيب الشارع، جيم ويزرز، عن أحلامه المستقبلية فيما يخص المشردين من حول العالم بالقول: إن كان من الصعب أن نجد لهؤلاء الفقراء منازل، فعلينا أن نقدم لهم الرعاية الطبية، التي ربما تشعرهم باهتمام البشر بأوضاعهم، شديدة الصعوبة».