نمتلك جميعًا تصورات مبدئية عن عديد الأمور بهذا العالم، يرجع الفضل في ذلك لوسائل الإعلام وكتب التاريخ التي نقلت إلينا معظم ما نمتلكه من المعرفة، لكن الحقيقة هي أننا ما زلنا ضحايا، لأن ما وصلنا قد يكون نصف الحقيقة فقط، أما النصف الآخر، فربما تكشفه الأيام.
هل أباد هتلر عرقه؟
بانتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 بانتصار الحلفاء على دول المحور، ربما تمكنت البشرية آنذاك من وقف نزيف الدماء التي ظلّت تراق طوال ما يقارب الـ6 سنوات، والتي حصدت ‑حسب بعض التقديرات- أرواح 80 مليون إنسان ما بين مدني وعسكري.
أرجع التاريخ الذنب في تلك الأحداث الدموية إلى مساعي الزعيم النازي أدولف هتلر التوسعية، حيث كان يرى بأنه يتوجب إعلاء شأن العرق «الآري» فوق سائر أعراق البشر، وإنشاء ما أسماه سلالة الأسياد الأوروبية، لحسن الحظ، لم يتمكّن هتلر من تطبيق خطته المجنونة، لينتهي بوفاته فصل من الأسوأ في تاريخ الأمم.
طمعا في معرفة دوافع هتلر، أراد الجميع أن يتتبع أصوله، بمحاولة الوصول إلى الشجرة التي انبثقت عنها هذه العقلية المتطرفة، بالفعل، نمتلك بعض النظريات حول أصوله، لكنها لم تتعد كونها نظريات لم يتم التأكد منها.
حاول كل من «جيان بول مولدرز»، الصحفي البلجيكي، والمؤرخ «مارك فيرمييرين»، تتبع أصول هتلر عبر تجميع لعاب 39 عينة من لُعاب أسلافه أملا في الوصول إلى الحقيقة.
طبقًا للدراسات التي أجريت على الحمض النووي لكل من «أليكسندر ستيوارت هوستن» و«نوربرت هتلر»، اللذين يفترض أنها ينحدران من نسل الزعيم الآري، توصّل الباحثون إلى أن هتلر لربما يكون أحد أبناء العرق الذي أراد أن يبيده طواعية.
«هو كروموسوم يشترك في امتلاكه أبناء الشمال الإفريقي، وأشكيناز وسفارديك اليهود».
-مارك فيرمييرين، المؤرخ البلجيكي.
وفقًا لنتائج بحث موّسع، فأقارب هتلر الذين تم سحب العينات من حمضهم النووي، يمتلكون كروموسوما معروفا باسم «Haplogroup E1 b1b»، وهو نادر التواجد بألمانيا بل في أوروبا، في حين زعم التقرير البحثي بأن حاملي ذلك الحمض النووي ربما ترجع أصولهم إلى إفريقيا أو الشرق الأوسط أو اليهود الأشكيناز والسفرديم.
لذا، فمن الممكن أن يكون هتلر قد بنى كراهيته لسائر البشر دون أي دليل دامغ، فإذا صحّت هذه النتائج، يمكننا القول إن هتلر سعى لإبادة أعراقه الأصلية، وحاول إعلاء شأن من لا يشبهونه.
الكلب الذي لا ينبح
في وسط إفريقيا، تحديدًا بالكونغو، يعتقد بأن كلب الـ«باسينجي»، قد ظهر لأول مرّة كسلالة حقيقية بنهاية القرن التاسع عشر.
الكلب الرشيق الذي يمتد طوله لحوالي الـ17 إنشا، يختلف عن سائر السلالات المعروفة بالعالم بشكل ملحوظ، لأنه لا ينبح، أو بمعنى أصح، لا يشبه الصوت الذي يصدر عن الكلاب الطبيعية، إلا أن أسباب هذه الظاهرة لم تكشف إلى الآن.
طبقًا لإحدى النظريات، فالـ«باسينجي» يمتلك حنجرة ضحلة، لا يمكنها الوصول إلى عتبة التذبذب، التي تصدر بدورها صوت النباح الخاص بالكلاب، إلا أنه وكما ذكرنا يصدر صوتا مختلفا، أسماه العلماء صوت «Barrooo». وهو صوت يشبه العواء.
كنز كوريا الشمالية المهمل
تعيش كوريا الشمالية بين الحديد والنار تحت حكم الرئيس الحالي «كيم يونغ أون»، حياة معزولة عن العالم، نظرًا للسياسات القمعية التي تنتهجها الحكومة، لذا يبدو منطقيا أن تُعرّف كوريا إعلاميا إما بمعاداتها لبعض البلدان المحاورة لها، أو ربما بمشروعها النووي المُربك عالميًا.
لكن هذه هي نصف الحقيقة، فبغض النظر عن الحياة البائسة التي يعيشها سكان هذه البقعة من العالم، والتي يتم التطرُّق إليها بين الحين والآخر، إلا أن أرض الدولة الآسيوية النامية تذخر بالمعادن المهمة كذلك.
طبقًا لدراسات موثقة، فكوريا الشمالية تمتلك بأراضيها حوالي 200 معدن منها الذهب، النحاس والتانجستين، كما أنها تمتلك احتياطيا هو الأكبر بالعالم من بعض المعادن، والتي قد تساوي ما يقارب الـ10 تريليونات دولار.
إلا أن التأخر الحضاري يمنع هذا البلد من استغلال هذه الموارد على أكمل وجه، فغالبًا لا يتم استخراج وتصدير هذه المعادن من باطن الأرض لنفس السبب، ضعف البنية التحتية، الأمر الذي جعل كوريا الشمالية تعتمد كليا على دول مجاورة مثل الصين، كوريا الجنوبية وروسيا من أجل توفير حاجاتها من الطاقة بدلا من العكس.