تكشف دراسة أمريكية جديدة المزيد من الجوانب السيئة لشرب الكحوليات بأنواعها المختلفة، حيث أوضحت أن تلك المشروبات من شأنها أن تؤثر على الذاكرة، بدرجة تزيد من فرص الإدمان.
الكحوليات والصحة
في الوقت الذي ظهرت فيه بعض الدراسات العلمية، التي أكدت تسبب الانتظام في شرب الكحوليات، في زيادة فرص الموت المبكر، تأتي دراسة أمريكية حديثة، لتبرز جانبا سلبيا آخر يمس الصحة، يتمثل في وجود دور مهم لتلك المشروبات، يتعلق بالتأثير على الذاكرة، وزيادة الرغبة أو الإدمان.
تؤكد الدراسة التابعة لجامعة براون الأمريكية، أن الأمر لا يتعلق بمقدار الاستهلاك، بل من الوارد أن يؤدي تناول تلك المشروبات بصفة غير منتظمة إلى اضطرابات وتغيرات ملحوظة في الذاكرة البشرية، علما بأن تلك التغيرات ترتبط ‑بشكل أو بآخر- باحتمالية بوصول الإنسان إلى مرحلة من الإدمان.
تفاصيل الدراسة
استعانت دراسة جامعة براون، بعدد من ذباب الفاكهة لإجراء البحث العلمي، (ويذكر أن الإشارات الذهنية المرتبطة بالمكافأة أو المنع لدى تلك الحشرات، شبيهة للغاية بنفس الإشارات لدى البشر، كذلك يعرف ذباب الفاكهة بأنه ينجذب إلى حد كبير للكحوليات والسكريات، لذا اعتبرها علماء الجامعة الأمريكية هي الخيار الأنسب)، وتوصلت الدراسة في النهاية إلى أن شرب الكحوليات يؤدي إلى تغييرات بالبروتينات المسؤولة عن تشكيل الذاكرة، متسببة في زيادة الرغبة الملحة، المعروفة بالإدمان.
ترى كارلا كاون ‑وهي إحدى الباحثات من جامعة براون- أن اللغز كان دائما يدور حول سؤال واحد: لماذا يشعر البشر بالسعادة مع شرب الكحوليات؟ وتجيب قائلة: «سواء كانت كحوليات أو مواد مخدرة مثل الكوكايين، فهي تملك أعراضا جانبية لافتة، تتمثل في فقدان هؤلاء الأشخاص الذاكرة في الساعات أو الأيام التالية بشكل شبه مؤقت، ما يعرف باسم «Hangover»، الأمر الذي يؤدي إلى تذكر الحظاته السعيدة فقط».
الآن، يتمثل التحدي الواقع على كاهل فريق عمل جامعة براون، في اكتشاف البروتينات المتأثرة بالكحول على وجه التحديد، لأن ذلك من شأنه إحداث طفرة هائلة فيما يخص علاج الإدمان بشكله العام، وإدمان الكحوليات والمخدرات بشكل خاص.