أكدت دراسة أسترالية حديثة أن الاضطراب الشهير لدى الأطفال والمعروف بمرض التوحد، والذي يعتقد بأنه ناتج عن خلل بالجينات، يربتط أيضا بتلوث الهواء.
دراسة أسترالية في الأراضي الصينية
في وقت ما زال فيه الغموض يحيط بالأسباب الحقيقية وراء إصابة الأطفال بمرض التوحد، وبينما يعد الخلل الجيني هو المتهم الرئيسي وراء المعاناة من تلك الأزمة في نظر الأطباء والمتخصصين، تأتي إحدى الدراسات الحديثة لتشير إلى متهم آخر، يتمثل في التلوث البيئي.
أجريت الدراسة بواسطة علماء من جامعة موناش الاسترالية، على مدار 9 سنوات كاملة بداخل الأراضي الصينية، وتحديدا بمدينة شنغهاي، حيث درس العلماء تفاصيل عدة تخص نحو 1500 طفل صيني، لا تزيد أعمارهم على 3 سنوات.
توصلت الدراسة الأسترالية ‑في النهاية- إلى النتيجة المفزعة، التي تفيد بأن فرص إصابة الطفل بالتوحد مع تعرضه للهواء الملوث تصل في بعض الأحيان إلى 78%، وهو رقم مخيف يكشف عن الخطورة المحيطة بأطفالنا الصغار في ظل تنوع مصادر التلوث، من عوادم سيارات وأدخنة المصانع.
التوحد المنتشر بين الأطفال
يعلق الباحث الأسترالي، يومينج جو، على النتائج المخيفة قائلا: «نعرف جميعا أن أسباب الإصابة بمرض التوحد ما زالت معقدة وغير مفهومة بشكل كامل، إلا أن المؤكد هنا هو سهولة تأثر العقول الأطفال الصغيرة بالسموم المحيطة بهم، فقد أوضحت الكثير من الدراسات العلمية السابقة أن التلوث بإمكانه التأثير سلبيا على وظائف المخ والجهاز المناعي أيضا».
يشير الباحث الأسترالي إلى أن العلاقة الوثيقة بين التلوث البيئي وخطر إصابة الأطفال بأمراض مثل التوحد ربما تحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيدها، إلا أن هذا لا يقلل من ضرورة قيام الحكومات بتحسين الأوضاع سريعا، ويقول: «يجب على دول العالم كافة أن تبدأ في اتخاذ قرارات ضرورية من شأنها تقليل مستويات التلوث المتصاعدة، أملا في تحسين جودة الحياة، وبالتالي الحفاظ على الصحة».
الجدير بالذكر أن تلك الدراسة الحديثة هي الأولى من نوعها التي تربط بين التعرض على المدى الطويل للتلوث البيئي، واحتمالية إصابة الأطفال بالتوحد في الدول النامية، علما بأن تقارير منظمة الصحة العالمية أكدت من قبل أن عدد ضحايا التلوث قد يصل إلى نحو 4 ملايين متوفى في العام الواحد، نظرا للإصابة بأمراض قلبية أو سرطانية خطيرة.