الليلة المشؤومة
بعد العشاء قرر العروسان العودة إلى منزل دودي المصنَّف تراثا عالميا، والذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن فندق الريتز، مكان إقامتهما. وللخروج دون ملاحقة من وسائل الاعلام ، قرّر دودي ترتيبَ حيلة لخداع الصحفيين وإبعادهم عن ملاحقته حيث طلب من سائقه الخاص أن يقود سيارتَه ويخرج بها من المدخل الرئيسي للفندق والسير بها لمسافة مئات الأمتار ليتمكن دودي، من الخروج، مرة أخرى من الباب الخلفي للفندق، دون أن تتعقَّبهما كاميرات المصورين.
نجحت خطة دودي وأسرعت الكاميرات لملاحقة السيارة بينما خرج هو بسيارة أخرى كان يقودها الرجل الثاني، المسؤول عن أمن الفندق، هنري بول، وجلس بجواره الحارس الشخصي، تريفور ريس جونس، وجلست ديانا ودودي في الخلف وانطلقت السيارة.
وما هي إلا لحظات، حتى اكتشف المصورون الحيلةَ، ليعودوا للفندق، وشاهدوا سيارة أخرى خرجت من باب الفندق الخلفي، ليتبيّنوا أنها السيارة التي تُقِلّ ديانا ودودي الفايد، لتبدأ ملاحقتُهما. انطلق بول بالسيارة، وهو يقود بسرعة عالية وأخذ الطريق السريع الموازي لنهر السين ومنه إلى نفق ألاما، بسرعة عالية تعادل 100 كلم/س على الرغم من أن أقصى سرعة مسموح بها تحت النفق هي 65 كم/س. ولم يمضِ إلا القليل من الوقت، بعد دخول النفق حتى فقد السائق السيطرة على السيارة تماماً، فترنحت الناقلة يميناً ويساراً، إلى أن اصطدمت بالعمود الثالث عشر داخل النفق.
لقى ثلاثة أشخاص مصرعَهم على التوالي وهم السائق هنري بول ودودي الفايد في مكان الحادث ثم ديانا، التي توفيت في مستشفى لا بيت سالبيتريير، في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من صباح يوم الأحد، الـ31 من أغسطس 1997، وهي في السادسة والثلاثين من عمرها، لتصل جثتها إلى إنجلترا ويتمَّ تشييعُها إلى مثواها الأخير في السادس من سبتمبر، بعد أن شاهدها نحو 2.5 مليون شخص حول العالم.. لتبقى الجهة المسؤولة عن وفاتهما مجهولةً إلى حد الآن.