يتحرى المسلمون ليلة القدر في العشر الأواخر من ليالي رمضان المبارك، ويتوجهون إلى ربهم في جوف الليل بالدعاء والذكر، راجين أن يتغمدهم الله برحمته وأن يفيض عليهم من وافر كرمه وعطائه، ونتعرف الآن سويًا على عدد ركعات صلاة التهجد وكيفية أدائها والأدعية المستحبة بها، وما الأحاديث التي جاءت في فضلها.
حديث عن فضل صلاة التهجد
هي من أفضل الصلوات التي يؤديها المسلمون في شهر رمضان المبارك، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إن أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»، وموعدها من بعد صلاة العشاء وحتى قبل أذان الفجر.
وبالرغم من أن وقتها يمتد من أول الليل لآخره، إلا أن أفضل الأوقات لصلاة التهجد بشكلٍ عام هو الثلث الأخير من الليل، تصديقًا لقول الرسول الكريم: «من خاف ألا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ».
وقال أيضًا: «ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ؟».
أصل صلاة التهجد
عندما تتساءل عن أصل صلاة التهجد، حتمًا يجول في ذهنك أنها قد لا يكون لها أصل في السنة النبوية، أو أن التابعين هم من جاؤوا بها، وهذا ليس صحيحًا، فقد حرص النبي محمد «صل الله عليه وسلم» على قيام الليل سواء في رمضان أو في غير رمضان، وذلك بسبب فضل الصلاة والذكر في هذا الوقت، وهي نفسها صلاة التهجد، إلا أن البعض اعتمد اسم صلاة التهجد في رمضان فقط، أما ما دون رمضان فأطلقوا عليها قيام الليل، وقد جاء في قول الله عز وجل في كتابه الحكيم: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا».
اقرأ أيضًا… أعظم دعاء للمريض من القرآن والسنة
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
هل هناك فرق بين صلاة التهجد وقيام الليل؟ في الحقيقة أنهما نفس الشيء، ويعد الاختلاف الوحيد في المسمى وأن التهجد تعني أن يغفو المسلم ويدخل في نومة خفيفة جزءًا من الليل، ثم يستيقظ بعدها لأداء الصلاة في جوف الليل، على أن يوتر وينهيها قبل أذان الفجر.
صلاة التهجد كم ركعة؟
وعن عدد ركعات صلاة التهجد، فهي تبدأ بركعتين ثم يصلي المسلم ما تيسر له حسب مقدرته، وإن كنت ترغب في معرفة كيف كان يؤديها رسول الله، فاستمع إلى قول أم المؤمنين عائشة ‑رضي الله عنها وأرضاها- حيث قالت: كانَ رسولُ اللَّهِ ‑صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يصلِّي من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً يوتِرُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ إلَّا في آخرِهنَّ متَّفقٌ عليهِ وكحديثِ عائشةَ ‑رضيَ اللَّهُ عنها- أنَّهُ ‑صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يسمِعُناهُ ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ ‑صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى.
وفي لفظٍ عنها فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ ‑صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ ولم يسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ وفي لفظٍ صلَّى سبعَ ركعاتٍ لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن القيم | المصدر : أعلام الموقعين
الصفحة أو الرقم: 2/313 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
أي أن على المسلم أن يصلي ما يسر الله له من الركعات ثم يوتر بركعة أو 3 أو 5 ركعات بتسليمة واحدة، كما كان يفعل رسول الله ‑صلى الله عليه وسلم-.
ماذا يقرأ في صلاة التهجد؟
لم يفرض الإسلام سورًا قرآنية بعينها على المسلم المتهجد، لأن كل حرف تتلوه من حروف القرآن الكريم له فضلٌ كبير، فاقرأ ما شئت وما تيسر لك أن تقرأ، ويمكنك الاقتداء بالرسول الكريم في صلاة الوتر، حيث كان يقرأ سورة الأعلى وسورة الإخلاص وسورة الماعون، وفي نفس الوقت من حق المسلم أن يقيم صلاة الوتر بغير تلك السور.
ابدأ صلاة التهجد بركعتين، وصلها ركعتين ركعتين، أو 4 ركعات 4 ركعات، على أن تكون ركعات الوتر فردية، ولك أن توتر بركعة واحدة أو 3 ركعات أو 5 ركعات.
اقرأ أيضًا:… ماذا تعرف عن دعاء الاستخارة وفوائده؟
أدعية صلاة التهجد وقيام الليل وما قبل صلاة الفجر
- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا اللهم فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.
- اللّهم اجعلنا في هذه الليالي من الذين نظرت إليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم، اللّهم اجعلنا في هذه الليالي من الذين تُسلّم عليهم الملائكة، يا رب تقبل منا وعلى طاعتك أعنّا وأكرمنا ولا تهنّا.
- اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك.
- اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ.