دراسة حديثة تؤكد أن العلماء ليس بمقدورهم فقط إبطاء ظهور علامات التقدم في العمر على الإنسان، بل كذلك عكس اتجاهها على طريقة الفيلم السينمائي الشهير، الحالة المحيرة لبنجامين بوتون، فكيف يتحقق ذلك؟
التقدم في العمر أم العكس؟
بينما يحلم الكثير من البشر بتأخير مرحلة الوقوع تحت سيطرة مظاهر التقدم في العمر شكلا وموضوعا، تأتي دراسة أمريكية حديثة، لتكشف للجميع عن مفاجأة علمية، تتمثل في احتمالية تمكن العلماء من عكس ظهور علامات التقدم في العمر على المستوى البيولوجي، وليس فقط إبطائه.
أجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاموا بإعطاء متطوعين على مدار عام كامل، مزيجا من 3 أدوية علاجية مختلفة، أحدهم هرمون للنمو، والآخران لعلاج داء السكري، قبل أن يلاحظ العلماء المفاجأة.
وجد الباحثون بعد مرور نحو سنة من بدء الدراسة، أن المتطوعين فقدوا نحو عامين ونصف من الساعة فوق الجينية الخاصة بهم، وهو المصطلح الذي يطلق على اختبار شهير لقياس العمر، كذلك لاحظ الباحثون أن أجهزة المناعة لدى المتطوعين تجددت بدرجة ملحوظة، ما أعطى الأمل في إمكانية عكس مسار التقدم في العمر، من وجهة نظر الباحثين.
مفاجأة علمية
يؤكد الباحثون أنفسهم أنهم صعقوا من واقع نتائج الدراسة، حيث يعقب عليها الباحث من جامعة كاليفورنيا، ستيف هورفاث، قائلا: «توقعت بمرور الدراسة أن نلاحظ تباطؤا في الساعة فوق الجينية للمتطوعين، إلا أن سيرها في الاتجاه المعاكس هو أمر مفاجئ لي ولجميع الباحثين أيضا».
على الرغم من مدى اهتمام الباحثين بنتائج الدراسة الأخيرة، إلا أنهم لم يتجاهلوا التأكيد على أنها دراسة أولية، لم يشارك بها إلا 9 متطوعين فحسب، لذا فالأمر يحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات التي تحمل قاعدة مشاركة أكثر اتساعا، حيث يعني تكرار حدوث النتيجة حينئذ، تحقيق سبق علمي مذهل وفقا لحديثهم.
الجدير بالذكر أنه بعد إجراء خطوات الدراسة الأخيرة، قام الباحثون بفحص عينات من الدم تخص بعض المتطوعين، بعد مرور نحو 6 أشهر كاملة، حيث تبين احتفاظ جينات المتطوعين بنفس النتائج المفاجئة على مدار تلك الفترة، ما منح الباحثين المزيد من التفاؤل بشأن تكرار نجاح الفكرة في الدراسات التالية.