يتطلب الحفاظ على الصحة الحرص على تناول العناصر الغذائية المتكاملة، كالمعادن والألياف وكذلك الفيتامينات، والتي يأتي من بينها فيتامين C، والذي نكشف عن فوائده التي يجب أن ندركها جميعًا، لنحرص على حصدها دون تأجيل.
فيتامين C
يعد فيتامين C أو فيتامين ج من أكثر الفيتامينات الآمنة للبشر والأكثر تأثيرًا بالإيجاب على الصحة وفقًا للخبراء والباحثين، ولم لا وهو قادر على تقليل مخاطر المعاناة من أمراض تختلف من حيث الأعراض لكنها تتفق من ناحية الخطورة التي تشكلها على الصحة.
يرى الباحثون أن النسبة الكافية من هذا الفيتامين للجسم قد تصل إلى 500 ملليجرام يوميًا، إلا أن الحصول على ما يصل لـ2000 ملليجرام لن يكون مضرًا في كثير من الأحيان، وإن كان ذلك يبدو غير عملي، سواء عبر تناول الأكلات المتخمة بهذا الفيتامين أو بالحصول على المكملات الخاصة به.
أطعمة ومشروبات غنية بفيتامين C
إن كنت تبحث عن حصد الكميات المطلوبة يوميًا من فيتامين C، فإن تناول كم من الأطعمة المفيدة والمشروبات اللذيذة قد يحقق الغرض المطلوب دون الحاجة إلى المكملات.
يعد مشروب البرتقال على سبيل المثال من أكثر المنتجات القادرة على مد الجسم بفيتامين C، حيث يمكن لكوب واحد فقط من عصير الفاكهة الشهيرة، أن يمنح الجسم نحو 97 ملليجراما من الفيتامين المذكور، وهي النسبة الجيدة مقارنة بمشروب الطماطم الضروري أيضًا، والذي لا يقدم على الرغم من ذلك إلا حوالي 45 ملليجراما من فيتامين سي عبر كوب واحد منه.
يرى الباحثون أن الشمام له دور في دعم الجسم بفيتامين C، حيث يوفر كوب واحد منه أو ما يعادل 8 أونصات نحو 59 ملليجراما، مقابل كمية تصل إلى 74 ملليجراما يمكن الحصول عليها عبر تناول كوب واحد من البروكلي المطهي، وحوالي 40 ملليجراما ينصح بها من خلال نصف كوب من الملفوف الأحمر.
بإمكان الفلفل أيضًا أن يساهم في دعم الجسم بنسبة جيدة من فيتامين C، حيث يقدم نصف كوب من الفلفل الأخضر نحو 60 ملليجراما فيما ترتفع النسبة بالنظر إلى الفلفل الأحمر الذي يقدم عبر الكمية نفسها نحو 95 ملليجراما من فيتامين C، علمًا بأن الكيوي يقدم كمية قريبة من المذكورة أيضًا.
مميزات فيتامين C
قبل سرد الفوائد الصحية التي يمكن استخلاصها عبر فيتامين C، نكشف الستار عن بعض المميزات الخاصة بهذا الفيتامين، والتي تجعله مثاليًا من وجهة نظر الخبراء والباحثين، بعيدًا عن أدواره الداعمة للجهاز المناعي وصحة الجلد وأعضاء الجسم كافة.
يعد فيتامين C ضروريًا للصحة العامة، كونه يتمتع بخصائص شديدة الأهمية من بينها تلك المضادة للتأكسد، والتي تحمي الجسم في الحين من مخاطر الجزيئات الحرة التي تصيب عادة بالتلف، لذا يصبح الجسم أكثر قدرة على الوقاية من أدخنة السجائر والملوثات البيئية المحيطة به.
يحظى فيتامين سي بخصوصية شديدة، نظرًا لأنه من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، والتي تتمتع بسهولة الامتصاص من قبل الأجسام، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يمكن لهذا الفيتامين المذهل أن يساهم في سهولة جذب الجسم معادن شديدة الخطورة يأتي في مقدمتها الحديد، ما يفسر انخفاض معدلات معاناة البشر من نقص فيتامين C بالجسم مقارنة بفيتامينات أخرى.
فوائد فيتامين C
إن كان فيتامين C يحظى بمميزات صحية كتلك المذكورة، ويبقى قليل الآثار الجانبية أو معدوما منها تمامًا، فإن الفوائد التالية تبقى محيطة بمحبي أكلات ومشروبات هذا الفيتامين، مثل:
يساعد على التخسيس
امتلاك الجسم معدلات مناسبة من فيتامين C، يعني بالضرورة سهولة حرق نحو 30% من دهون الجسم، مع القيام ببعض التمرينات الرياضية العادية، الأمر الذي يضاف إليه قدرة هذا الفيتامين على مد الجسم بالنشاط والطاقة، اللازمين لسرعة التخلص من الوزن الزائد أيضًا، ما يعني نجاح عملية التخسيس في وقت قياسي.
يحمي من الأشعة فوق البنفسجية
بالرغم من أنه لا يعد إحدى وسائل الحماية من الشمس، إلا أن فيتامين سي يساهم في تقليل الأضرار التي قد تحدث للجلد مع التعرض لأشعتها القوية، حيث يحمي الجلد من الجزيئات الحرة التي تعمل على إصابته بالجفاف بصورة ملموسة.
يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
أشارت دراسات طبية متنوعة، إلى قدرة فيتامين C الخارقة على تقليل فرص التعرض للأزمات والسكتات القلبية، وكذلك تقليل ضغط الدم بالجسم، إذ يساعد هذا الفيتامين المميز على تحسين وظائف خلايا الجسم، علاوة على أنه يعمل على استرخاء الأوعية الدموية، ما ينتج عنه تراجع مخاطر الإصابة بتلك النوعية من الأمراض.
يعالج الجروح
ميزة أخرى رائعة يمكن الحصول عليها مع زيادة النسب المكتسبة من هذا الفيتامين، تتعلق بكفاءة علاج الجروح وكذلك الندبات المختلفة، حيث يعمل على تبديل أنسجة الجلد التالفة في أسرع وقت ممكن، فتتحسن وضعية الجروح والندبات، كأنها لم تكن موجودة من الأساس.
يسيطر على الالتهابات
مع قيام الجسم بدخول أكثر من معركة واحدة، حين يصارع التلوث والتوتر الذهني، ويقاتل من أجل القيام بالأعمال المطلوبة وأحيانا ممارسة الرياضة، يكون من البديهي إصابته بالتهابات على خلفية تمكن الجزيئات الحرة من إتلاف الجسد من الداخل، الأمر الذي لا يدعو للقلق، مع الحرص على حصد فيتامين C بصوره المختلفة، كلما سنحت الفرصة لذلك، لما هو معروف عنه من مقاومة للالتهابات بشراسة.
مقاومة نزلات البرد
ربما لا يحظى فيتامين C بالأهمية الشديدة المعروفة عنه، والتي تشير إلى إمكانية علاج نزلات البرد بصورة جذرية، لكنه يقدم رغم ذلك فائدة ضرورية تتمثل في تقليل مخاطر المعاناة من مضاعفات البرد والإنفلونزا، والتي قد تتمثل في أمراض مثل ذات الرئة أو الالتهاب الرئوي أو أي من أشكال عدوى الرئة في العموم.
الوقاية من السكتات
يرى العلماء أن احتواء الجسم على كميات مناسبة من فيتامين C، يعني تقليل فرص المعاناة من السكتات المهددة للحياة بنسبة تتجاوز الـ40%، ومقارنة بمن يملكون تركيز بسيط من هذا الفيتامين في الدم، الأمر الذي لم يتمكن الباحثون من تفسير أسبابه لكنه في كل الأحوال يكشف عن أهمية تناول فواكه وخضروات عدة تحتوي على هذا الفيتامين.
تقليل أعراض الشيخوخة
بينما يعمل فيتامين C بنجاح على تقليل آثار أشعة الشمس على الجلد، وبينما يساهم كذلك في التئام الجروح في وقت قصير، فإنه يبقى من الفيتامينات المقاومة بنجاح لعلامات التقدم في العمر بما يحمل من خصائص مضادة للتأكسد، يمكنها العمل على تحسين حالة خلايا الجسم الداخلية أو الخارجية، لذا يرى البعض هذا الفيتامين من عوامل مواجهة التجاعيد وجفاف الجلد وأي من علامات الشيخوخة التي تظهر على الجلد.
مكافحة أمراض التوتر
يرى الباحثون أن المعاناة من نقص فيتامين سي بالجسم لها أضرار عدة، من ضمنها سهولة المعاناة من أمراض التوتر أو لنقل عادات التوتر المزعجة، والتي تتمثل أحيانًا في سهولة اعتياد شرب الكحوليات والتدخين وتناول الأطعمة بصورة مبالغة، لذا يبقى دعم النظام الغذائي بهذا الفيتامين من عوامل تقليل سيطرة تلك العادات المكروهة على البشر.
تقليل أحماض اليوريك
لا يمكن تجاهل دور فيتامين C في السيطرة على نسب أحماض اليوريك في الجسم، فبينما يؤدي ارتفاع تلك النسب إلى مشكلات صحية متعددة، فإن فيتامين سي له دور في تلك الحالة في تقليل فرص المعاناة من أبرزها والمتمثل في مرض النقرس، والذي تصاحبه آلام شديدة تصيب المفاصل وربما الإصبع الأكبر في القدم على وجه التحديد.
الحماية من نقص الحديد
في وقت يبدو فيه فيتامين C قادرًا على تسهيل مهمة الجسم في امتصاص الحديد، فإن المعاناة من افتقاده تبدو صعبة عند حصد أكلات ومشروبات فيتامين C، ليبدو الجسم حينها مستفيدًا من أدوار هذا المعدن الممثلة في إنتاج خلايا الدم الحمراء ونقل الأكسجين عبر الجسم بأكمله.
الوقاية من الأنيميا
إن كان فيتامين C يحافظ على فرص الجسم في امتصاص الحديد وعدم المعاناة من نقصه، فإن النتيجة المؤكدة في تلك الحالة تبقى هي ضمان الوقاية إلى حد كبير من مرض فقر الدم المعروف باسم الأنيميا، ما يكشف عن إمكانية اعتماد الأطباء على الفيتامين المذكور من أجل علاج فقر الدم لدى الأطفال الصغار.
تقوية المناعة
هي واحدة من أبرز فوائد فيتامين C، والممثلة في تقوية الجهاز المناعي، ليبقى داعمًا للجسم ضد كم هائل من الأمراض، حيث يزيد الفيتامين الشهير من قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم البيضاء، لتقل فرص الإصابة في تلك الحالة بنسبة كبيرة من أشكال العدوى، كما أنه يحسن من وظائف تلك الخلايا في ظل حمايتها من الجزيئات الحرة، علمًا بأنه يعد من عوامل حماية الجلد نفسه من مخاطر لا حصر لها، بفضل خصائصه المضادة للتأكسد، والتي تصب في كل الأحوال في مصلحة الجهاز المناعي.
حماية الذاكرة
ربما كشفنا من قبل عن دور فيتامين C في تقليل مخاطر الشيخوخة الشكلية، والتي تظهر في صورة علامات التقدم في العمر على الجلد، إلا أن دور الفيتامين الشهير يبقى أكثر أهمية بالنظر إلى دوره في حماية القدرات العقلية مع التقدم في العمر، إذ يملك القدرة على مقاومة أمراض عقلية من ضمنها الخرف الذي يصيب ملايين البشر حول العالم، كما أنه يدعم الذاكرة ويقلل فرص التعرض للنسيان وغيرها من الأزمات المحيطة بكبار السن.
في الختام، لا تبدو المعاناة من فرط فيتامين C شائعة بين البشر، إلا أن الحصول على كميات متزنة من هذا الفيتامين بصفة يومية تعد مطلوبة في كل الأحوال، حتى يحصد الجسم الفوائد الصحية خالية تمامًا من أي أضرار.