رغم التقدم المبهر الذي سجلته الهند علميا وطبيا وعسكريا، لم ينجح البلد الذي تخطى عدد سكانه حاجز المليار في التخلص من بعض العادات الاجتماعية القديمة، لا سيما تلك التي ترتبط بالزواج.
فهناك عدة معايير قد «تجبر» الرجل والمرأة على الزواج في كثير من مناطق الهند، وللأسف ليس من بينها الحب، بل الدين والطائفة وأحيانا العرق واللون، أما العشاق وسط هذه المجتمعات ففي العادة فيحكم على حبهم بالموت.
ولا ينظر للحب المتبادل بين الرجل والمرأة على أنه أساس يمكن إتمام الزيجة بناء عليه، خاصة أن الزواج يتم بموافقة وإشراف الآباء مما يفقد المحبين استقلالية اتخاذ القرار، بل أحيانا يتم النظر لقصص الحب قبل الزواج على أنها وصمة عار للعائلة، قد تؤدي إلى جرائم للحفاظ على سمعة الأسرة.
نشأة «كوماندوز الحب»
وفي محاولة للتصدي لهذه الأفكار التي تسيطر حتى الآن على كثير من العائلات الهندية، شكلت «قوات الحب الخاصة» أو «كوماندوز الحب»، وهي رابطة تضم مئات الآلاف من المتطوعين لحماية المحبين ومساعدتهم على الزواج، وقد تأسست في يوليو 2010 برعاية الهندي سانجوي ساشديف، وتضم، إلى جانب الأعضاء، بعض النشطاء الحقوقيين والمحامين.
نشاطها
تعمل «قوات الحب الخاصة» على حماية العشاق والمحبين من بطش العادات والتقاليد بهم، بتوفير مسكن للزواج يساعدهم على الاستقلال بحياتهم ويزيح عنهم تكلفة «عش الزوجية»، كما أنها تساعدهم على تسجيل زواجهم بشكل رسمي لدى الجهات المختصة.
وتضم هذه الرابطة أكثر من 600 ألف عضو في جميع أنحاء الهند، ولها 200 مأوى للأزواج، ويقبل عليها الكثيرون لطلب المساعدة حيث تتلقى في المتوسط 300 مكالمة يوميا، على خط المساعدة المفتوح على مدار 24 ساعة.