طفل وطفلة في نفس العمر، تقابلا في نفس المستشفى أثناء العلاج من نفس العيب الخلقي النادر الذي حل بهما، فهل يقف الأمر عند هذا الحد؟ هذه هي قصتنا اليوم.
مرض نادر
في عام 1995، كانت الطفلة الصغيرة إميلي، والطفل كاميرون، يخضعان للعلاج وهما في الرابعة من عمرهما، من عيب خلقي يدعى المثانة المكشوفة، وذلك بمستشفى جون هوبكنز الأمريكية، والتي تبعد عن منزل كاميرون بولاية اوهايو، ومنزل إميلي في ولاية ويسكونسن، بمسافة كبيرة، لكنها على الرغم من ذلك لم تكن بالمسافة الكافية لإثناء القدر عن التجميع بين الطفلين الصغيرين.
حينها ارتبط الثنائي ببعضهما البعض، ليس فقط لمعاناتهما من نفس العيب النادر والمؤلم، ولكن كذلك لدفء العلاقة التي لاحظها الجميع بين الطفلين، رغم صغر عمرهما، والذي لم يجعل أحدا بالرغم من ذلك، يتوقع أن تسير الأمور بتلك الطريقة السينمائية في النهاية على الإطلاق.
الحب من أول نظرة
تحكي إميلي، والتي كشفت عن قصة حبها الرومانسية مع زوجها الحالي كاميرون، فتقول: «أحببته منذ كنا صغارا بمن لقاءن لأول بالمستشفى، وحتى صرنا مراهقين نعالج في نفس الظروف الصعبة».
وتضيف: «لقد كان الكل يعتقد اننا مجرد أغبياء، نصارع من أجل لقاء واحد يجمعنا، رغم بعد المسافات بين منازلنا، ولكننا أثبتنا لهم في النهاية أننا كنا على حق طوال تلك الفترة».
الرباط المقدس
وبالفعل، قام كاميرون بالتقدم للزواج من إميلي في عام 2012، ليحلم كليهما بحفل زفاف مذهل، تحقق لهما بالفعل في عام 2015، أي بعد لقاء الطرفين الأول بـ 20 عاما.
ليفاجأ الزوجين السعيدين بعد عام واحد من زواجهما، بأنها على وشك استقبال مولود صغير، ما أثار بداخلهما السعادة من ناحية، والتخوف والقلق من ناحية آخرى.
طفل معافى
إذ كانا يعتقدان أن طفلتهما المنتظرة ستعاني بطبيعة الحال من نفس العيب الخلقي، الذي جمع بينهما منذ الصغر، فبدآ التأهب والاستعداد لمراحل علاج تلك الحالة قبل الولادة حتى.
لذا كانت مفاجأة مذهلة لهما، ولكافة الأهل والأقارب أيضا، عندما ولدت طفلتهما الرضيعة «ايفرلي» بحالة صحية جيدة، جعلت الأم والأب يؤمنان برحمة القدر بهما وحسن مسار أحداثه.
تختم إميلي كلماتها بالقول: «كثيرا ما كنا نتساءل أنا وزوجي، لما ولدنا نحن تحديدا بهذا الكم من الألم الذي لاحقنا لسنوات طويلة، ولكننا أدركنا في النهاية أننا على استعداد لإعادة تلك الحياة 100 مرة، طالما سنكافأ بتلك الحياة الرائعة سويا، وبوجود طفلتنا الصغيرة معنا الآن».