جاء الاكتشاف المذهل لكهف يقع على أراضي فلسطين المحتلة، ليمنح الباحثين عن طريق الصدفة فرصة التوصل لبعض الحقائق غير المتوقعة، والتي تصف حياة الإنسان القديم منذ نحو 420,000 عام، والفضل يعود إلى كهف قاسم.
كهف قاسم
في عام 2000، وبينما كانت تتم عملية إنشاء طريق، بين الضفة الغربية والسهل الساحلي الفلسطيني، فوجئ الجميع بانهيار أرضي بسيط، أفصح عن وجود كهف قديم من الحجر الجيري، أطلق عليه كهف كيسيم، أو كهف قاسم، حيث تميزت محتوياته العتيقة التي تنوعت ما بين بقايا حيوانات وأحجار، بأنها لم تتأثر كثيرا بعوامل الزمان، فكشفت عن أمور شديدة الأهمية، تختص بالإنسان القديم.
احتوى الكهف بالإضافة لبقايا الحيوانات، على نحو 8 أسنان بشرية لأكثر من إنسان بدائي، تبين أنهم كانوا يستخدمون كهف القاسم، من أجل أعمال الجزارة وذبح الحيوانات المختلفة، التي اكتشفت عظامها لاحقا، إذ عثر الباحثون على عظام نحو 4740 حيوان بداخل هذا الكهف الغامض، تنوعت ما بين الغزلان والخنازير البرية والأحصنة والسلاحف، وحتى وحيد القرن.
أوضح الخبراء أيضا أن الكهف قد احتوى على دلائل قوية، تشير لاستخدام الإنسان البدائي للنيران، ولموقد قديم عمره 300,000، لطهي لحوم الحيوانات التي تم صيدها بنجاح حينئذ.
سر الأدوات القديمة
في الوقت الذي عثر فيه الباحثون على أدوات قديمة بأماكن متفرقة بالكهف، تم التوصل إلى أن تنوع المهام والاختصاصات، هو السر وراء ذلك، إذ تبين أن الشفرات والسكاكين والكاشطات والفوؤس، كانت تشتخدم لإتمام مراحل مختلفة من الصناعات ولأغراض مختلفة، بغرف منفصلة عن بعضها البعض بداخل الكهف.
الأدهى من ذلك، هو أن الخبراء توصلوا إلى أن الإنسان القديم، كان يحرص على ما يبدو على نقل خبراته إلى الأصغر سنا، حيث توقع البعض أن يكون الكهف قد استخدم كذلك، كمدرسة عتيقة لتعليم المهارات، ونقلها من جيل إلى آخر.
وبينما احتوى الكهف على عظام أجزاء معينة من الحيوانات، ألمح الباحثون إلى احتمالية قيام الصيادين بتناول الأجزاء الأخرى من تلك الحيوانات كطعام، فيما كانت اللحوم الجيدة تترك لأعمال الجزارة الخاصة بهم، ليفصح الكهف المكتشف في النهاية، عن قيام الإنسان البدائي بأمور كنا نظنها حديثة، كتوارث المهن، ونقلها من جيل إلى جيل، إضافة لأعمال الجزارة المستحدثة الآن.