الكوابيس تصيبنا جميعا، ونستمتع بالأحلام كذلك أثناء نومنا لأسباب عدة، فالعقل الذي يعمل بنشاط طوال اليوم، ويجمع الأفكار من هنا ومن هناك، يستمر في عمله بدرجة ما أثناء النوم، ليقوم بترجمة تلك الأفكار المجمعة على مدار اليوم، في صورة أمر من اثنين، إما أحلام سعيدة، أو كوابيس مزعجة.
الأحلام والكوابيس
يعد مرورنا بالأحلام والكوابيس أثناء النوم، تعبيرا واضحا عما يدور بعقولنا، يحدث أثناء أكثر الفترات تعمقا في النوم، والتي تسمي فترة «حركة العين السريعة»، والتي تشهد رؤية الرغبات المكبوتة في النجاح في الأمور الحياتية، في صورة أحلام، أو مشاهدة أمور مزعجة ومقلقة تؤدي إلى الاستفاقة في حالة من الرعب، تسمى بالكوابيس.
لماذا تصيبنا الكوابيس؟
بينما لا يزال تفسير الاحلام وسبب ظهورها مثارا للجدل بين متخصصين عدة، تأتي الكوابيس لتكون ذات أسباب أكثر وضوحا، إذ يرتبط وجود الكوابيس دائما بالمشاعر السلبية المعروفة، كالقلق والتوتر والإكتئاب كذلك، وهو ما يتم بمساعدة اللوزة الدماغية أو المخية، التي تنشط كثيرا أثناء فترات النوم، فتتحكم تماما في المشاعر، وتتسبب في ظهور أي مشاهد من الممكن تخيلها أثناء النوم، وهي ما تكون على الأغلب كوابيس مزعجة للغاية.
لذا فإن ذهبت للنوم وأنت قلقا من امتحان ما ستتعرض له في صباح اليوم التالي، فمن الممكن جدا أن يلعب الكابوس على تلك المنطقة، ليصور لك انك متأخرا عن امتحانك، أو انك فقدت القلم الوحيد المتاح لحل الأسئلة، أو حتى بتصويرك تائها في الصحراء ولا تعرف الطريق للذهاب للامتحان.
كوابيس الماضي
ترتبط كذلك الكوابيس بأحداث صادمة قد تكون قديمة جدا، ولكنها مؤثرة أيضا دون أن ندرك ذلك، فالمخ أشبه بالجهاز الرائع، الذي يمكنه التفتيش داخل ذكريات ماضية، قد نكون نسيناها من الأساس، ما يفسر مرورنا أحيانا بكوابيس، تذكرنا بآلام او مشاعر سلبية لم نشعر بها منذ الصغر.
استشارة الأطباء
في الغالب، لن تكون استشارة الأطباء من أجل الحد من الكوابيس أمرا عاديا، ولكن في بعض الأحيان، ينصح بالقيام بذلك، وذلك عندما تتسبب كثرة الكوابيس أو مدى إزعاجها، في الإصابة بالأرق الشديد، أو بالخوف والإكتئاب لفترة من الوقت.