ينظر البعض للبكاء على أنه علامة على الضعف، ودليل على قلة الحيلة، إذ يلجأ إليه الكثير عند فشله في أمر ما، أو عجزه عن التغلب على مشكلة ما، في حين أننا ندرك أن البكاء لن يوجد حلا، ولن يجدي نفعا، فلماذا نفعل ذلك؟
تذكر ليزلي بيكر فيلبس، الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس، ثلاث فوائد مهمة للبكاء، تؤثر على علاقات الشخص بمن حوله، وتجعل الأمور أفضل حالا بالنسبة إليه، وهي:
البكاء يربطك بنفسك الحقيقية
البكاء ليس مجرد سائل تفرزه العين عند الشعور بالضيق، إنه في الواقع تعبير عن تجربتك التي خضتها، سواء كانت تجربة ناجحة أم فاشلة، قد تتداخل العواطف وتختلط المشاعر معك، مثل الشعور بالحزن أو الأذى أو الإحباط أو الغضب، أو الشعور بالتفرد والوحدة، لذا إذا كنت تعمل دون وعي على إنكار تجاربك القوية أيا كانت نتيجتها أو تجاهلها؛ فبإمكان الدموع في بعض الأحيان، أن تظهر إلى السطح بعض القضايا التي تحتاج إلى معالجة صادقة، وأن تعيد اتصالك مع تجاربك، ومع نفسك الحقيقية.
البكاء يؤدي إلى التعاطف
ربما يتحرج البعض من البكاء أمام الناس، ويرى في ذلك عيبا كما ذكرنا، ولكن الأمر يختلف عندما تبكي أمام أناس يهتمون بك، ويكترثون لأمرك، فإنه يعمل على تخفيف حدة مشاعرهم تجاهك، ويدفعهم إلى الاطلاع على تجربتك ومشاركتك بها، والتعاطف معك بشأن نتائجها، فهم أكثر عرضة من غيرهم للتجاوب معك، ومن خلال ذلك سيقدمون إليك النصح والدعم، مع السعي لإيجاد الحلول المساعدة لك، وهذا التفاعل من شأنه تعزيز الرابطة التي تربطك بهم.
البكاء يطلق العنان للتوتر
تذكر أبحاث أجريت على عدد كبير من الرجال والنساء، في مركز أبحاث الدمع وجفاف العين، فى ولاية مينيسوتا الأمريكية، أن البكاء يخفف التوتر العاطفي، ويخفف من حدة الضغط النفسي، وهذا مفيد للصحة بلا شك، كما تذكر الأبحاث أن غالبية الذين شملتهم الدراسة من الجنسين، شعروا بالارتياح والهدوء بعد البكاء، بالإضافة إلى شعور الجسم بمزيد من الاسترخاء والراحة، وهذا التغيير في الحالة لا يشعرك بالرضا فقط، ولكنه يحررك للتفكير السليم، وبشكل أكثر وضوحا في موقفك.