مرض الجذام أو كما يعرف أيضا بمرض هانسن نسبة إلى الطبيب النرويجي الذي اكتشف الجرثومة المسببة له هو مرض معدٍ ومزمن، ينتج عن الإصابة ببكتيريا تسمى المتفطرة الجذامية (mycobacterium leprae) التي تصيب عادة الجلد والجهاز العصبي والعينين، وتسبب آفات وتشوهات جلدية تنتشر في المناطق الباردة من الجسم كاليدين والقدمين والخصيتين والعينين وشحمة الأذن والأنف، وهذه التشوهات تؤثر عليهم نفسيا بصورة كبيرة حيث تجعل شكلهم ملفتا ويلقون نظرات غير مريحة من الناس، ويعد الجذام من الأمراض القديمة جدا حيث يتمتع الآن أكثر من 95% من البشر بمناعة ضده ويبلغ عدد المصابين به حوالي 180 ألف شخص فقط حول العالم معظمهم في إفريقيا وآسيا.
أسباب الإصابة وعوامل الخطر
يحدث مرض الجذام كما ذكرنا نتيجة الإصابة ببكتيريا المتفطرة الجذامية (mycobacterium leprae) التي تنتقل عن طريق ملامسة رذاذ أو مخاط الشخص المصاب عند العطس أو السعال أو حتى التنفس، ولكن في الحقيقة لا يعد الجذام شديد العدوى حيث إن الإصابة به تتطلب اتصالا مباشرا ومتكررا بشخص مصاب بالمرض على عدة أشهر ولم يتلق العلاج، كما أنه لا ينتقل عن طريق المصافحة أو المعانقة أو الاتصال الجنسي أو مشاركة الطعام وكذلك لا تنقله الأم للجنين أثناء الحمل.
وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة وتجعل بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم، ومن هذه العوامل التالي:
- العيش في المناطق التي ينتشر فيها المرض مثل بعض الدول الإفريقية كجمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وإثيوبيا ونيجيريا وموزمبيق وتنزانيا، وبعض الدول الآسيوية كبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين والصين واليابان، وكذلك البرازيل.
- الإصابة باضطراب جيني معين يؤثر في الجهاز المناعي.
- التعامل المباشر مع بعض الحيوانات المعروفة بحمل البكتيريا المسببة للجذام مثل المدرع والشمبانزي وغيرها.
أعراض مرض الجذام
تهاجم البكتيريا المسببة لمرض الجذام الجلد والجهاز العصبي والأغشية المخاطية وبالتالي تتركز الأعراض بصورة رئيسية في هذه المناطق، وتتميز أعراض هذا المرض بالبطء الشديد في التطور بسبب طول فترة الحضانة التي تتراوح من 6 أشهر إلى 40 عاما، وتشمل الأعراض ما يلي:
- ظهور بقع باهتة على الجلد ينعدم فيها الإحساس ولا تتعرق ولا ينمو فيها إلا القليل جدا من الشعر.
- نمو عقيدات جلدية وكذلك تساقط شعر الحاجبين أو الرموش.
- بعض الأعراض العصبية مثل الخدر وفقدان الإحساس في المناطق المصابة حيث يفقد الإحساس بالبرودة والحرارة والألم والضغط.
- ضعف العضلات وقد تصل إلى الإصابة بالشلل.
- أما بالنسبة للأعراض التي تصيب الأغشية المخاطية فتتمثل في انسداد الأنف والرعاف أو نزيف الأنف.
وفي حال عدم تلقي العلاج المناسب قد يتطور المرض وتظهر بعض المضاعفات الخطيرة التالية:
- تشوه الوجه نتيجة الأورام والكتل التي تظهر فيه ويكون هذا التشوه غير قابل للإصلاح.
- فقدان النظر أو الجلوكوما.
- العقم وضعف الانتصاب عند الرجال.
- الفشل الكلوي.
- ضعف العضلات قد يؤدي إلى تشوه اليدين بحيث تصبح شبيهة بالمخالب، كما قد يؤدي إلى عدم القدرة على ثني القدمين واليدين.
- تلف الأعصاب الطرفية بصورة دائمة.
ويتم تشخيص مرض الجذام عن طريق الطفح الذي يظهر على الجلد حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة وفحصها معمليا للكشف عن وجود أي بكتيريا فيها.
علاج مرض الجذام
قبل الحديث عن علاج مرض الجذام يجب أن نوضح أن هناك 3 أنواع من هذا المرض، جذام درني أو سلي وجذام ورمي وجذام حدي، ويتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة وقد تزيد في الحالات الصعبة، أما بالنسبة للتلف الذي يصيب الأعصاب فلا يمكن علاجه وإنما يتم استخدام بعض الأدوية المضادة للالتهاب كالبريدنيزون لتخفيف الألم الناتج عنه، وفي بعض الحالات يتم استخدام الثاليدومايد الذي يثبط جهاز المناعة وبالتالي علاج عقيدات الجلد إلا أنه يسبب تشوهات جنينية شديدة ولذلك لا يعطى للحوامل.
وبذلك نكون قد أنهينا الحديث عن مرض الجذام ووضحنا أهم المعلومات التي تتعلق به من أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه.