مسبار الأمل هو مشوار الألف الميل العربي الذي بدأ بخطوة اتخذتها دولة الإمارات العربية لاقتحام الفضاء واللحاق بالدول العظمى من خلال استكشاف كوكب المريخ المعروف باسم «الكوكب الأحمر».
في هذا المقال نستعرض معكم كل ما تودون معرفته عن مسبار الأمل منذ الإطلاق وحتى الآن.
اللحظات الأولى لـ«مسبار الأمل» في الفضاء

في مساء الأحد الموافق 20 يوليو 2020، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، «مسبار الأمل» نحو المريخ بعد وضعه على صاروخ ياباني من طراز (إتش‑2 إيه) على منصة الإطلاق في أول مهمة عربية بين الكواكب.
المسبار صُنع بالكامل بأيادٍ إماراتية، وجرى إطلاقه من مركز تانيغاشيما الفضائي في جزيرة صغيرة جنوبي اليابان، بعد تأجيل المهمة، بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة.
انفصل المسبار عن صاروخ الإطلاق بنجاح، وتم استقبال أول إشارة من المسبار في مركز التحكم بالخوانيج، كما تلقى المسبار أول أمر من محطة التحكم الأرضية بالخوانيج بتشغيل أنظمة الملاحة الفضائية، وإطلاق أنظمة الدفع الصاروخي، ليشكل ذلك فعلياً بداية رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر.
متى يصل مسبار الأمل للفضاء؟
من المخطط أن يصل المسبار إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامنا مع ذكرى مرور خمسين عاما على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في العام 1971.
وبحسب الجدول المحدد ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، سوف تستغرق رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر سبعة أشهر، يقطع خلالها 493 مليون كيلو متر أي ما يزيد عن 300 مليون ميل بقليل.
ويتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى مدار الكوكب الأحمر في فبراير من العام 2021، وسوف يظل المسبار في مدار المريخ سنة مريخية كاملة، ما يعادل 687 يوما.
ما أهداف إطلاق مسبار الأمل؟

من المقرر أن يقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، حيث يساعد على الإجابة على أسئلة علمية رئيسية حول الغلاف الجوي للمريخ وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي.
وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بالتمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والإشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال مسبار الأمل للفضاء.
وهدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بشكل أساسي إلى رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ، وسيعمل فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ على التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة.
كما من المقرر دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، وتقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ.
ومن ضمن الأهداف أيضا تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة.
ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، إضافة إلى البحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
ومن المقرر أن يقوم «مسبار الأمل» بجمع هذه البيانات الضخمة عن كوكب المريخ وإيداعها في مركز للبيانات العلمية في دولة الإمارات، عبر عدد من محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، وسيقوم الفريق العلمي للمشروع في الإمارات بفهرسة هذه البيانات وتحليلها، ليتم مشاركتها بشكل مفتوح ومجاني مع المجتمع العلمي.
إلى أين وصل وضع المسبار؟
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن مسبار الأمل، أرسل أول صورة بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كيلو متر في عمق الفضاء.
ونشر عبر حسابه في تويتر الصورة التي أرسلها المسبار، وعلق بالقول: «مسبار الأمل يرسل أول صورة لنا بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كيلو متر في عمق الفضاء، صورة لوجهته وقبلته للكوكب الأحمر، تم التقاطها بكاميرا تتبع النجوم ضمن أجهزة ملاحته الفضائية.. ما أوسع الكون.. ما أعظم الخلق.. وما أقرب الخالق».