دراسة مثيرة تتوصل إلى تفوق مهارات القيادة لدى النساء على الرجال في العمل، بفضل مهارات القيادة المرتفعة لديهن، والتي توازي مهارات الرجال القيادية بل وتفوقهم أحيانا، فلماذا لا تتم ترجمة الأمر على أرض الواقع؟.
مهارات القيادة لدى النساء
في وقت يشكك فيه الكثيرون في قدرات المرأة على تولي وظائف قيادية، تأتي الدراسة التي أجراها كل من جاك زينجر وجوزيف فولكمان، من مؤسسة تطوير مهارات القيادة Zenger/Folkman، لتكشف عن قدرات المرأة الكامنة، والتي تتيح لها تولي مناصب قيادية في العمل، رغما عن الاعتقادات السائدة.
أوضحت الدراسة التي استطلعت آراء الآلاف من العاملين بالمؤسسات العالمية، والتي نشرت بجريدة Harvard Business Review، أنها استعانت بوجهات نظر مختلفة للكثير من العاملين فيما يخص تأثير المدراء من النساء بالمقارنة بالرجال، لتتوصل إلى النتيجة السابق ذكرها، والتي أكدت تمتع السيدات بمهارات القيادة اللازمة للتحكم بدفة المركب إن تطلب الأمر في العمل.
أكدت تفاصيل الدراسة إنه بالرغم من تفوق الرجل على المرأة في المنظور الاستراتيجي والخبرة الفنية والمهنية، فإن النساء أبدين تفوقا ملحوظا بمهارات مختلفة مثل المبادرة والمرونة والصدق وتحليل القضايا وحل المشكلات، وغيرها من المهارات التي ترجح كفة المرأة في أغلب الأحوال.
سر عدم تولي المرأة للوظائف القيادية
العجيب أن النتائج التي كشفت عنها دراسة Zenger/Folkman مؤخرا للمرة الثانية، بعدما أثبتت الدراسة الأمر ذاته منذ سنوات، لم تغير من الأمور شيئا، حيث بدا واضحا تراجع فرص احتلال النساء لمناصب قيادية بمرور الوقت، الأمر الذي ترجعه الدراسة الأخيرة لأسباب مختلفة.
أشارت الدراسة الأخيرة إلى أن الأزمة هنا لا تكمن في عدم قدرة المرأة على تولي تلك الوظائف، التي تتطلب قيادة عدد ما من العاملين، سواء كانوا رجالا أم نساء، بل تكمن المشكلة في عدم حصول السيدات على الفرص من الأساس، على الأقل بالمقارنة بالرجال، وبالنظر إلى قدراتهن المرتفعة.
تؤكد الدراسة أن غياب الفرص يأتي في أشكال مختلفة، من بينها التحيز الثقافي الواضح ضد النساء، والأفكار التقليدية المسبقة عن تفضيل المرأة للمنزل عن العمل في جميع الأوقات، وغيرها من الأمور التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إعطاء الأفضلية للرجال من أجل الفوز بمناصب قيادية في الأعمال.