لا شك في أن الجميع يشعرون بالقلق حيال أي مرضٍ يصيبهم؛ لكن هناك بعض الأشخاص يعانون من وسواس الأمراض؛ إذ يتحول الأمر إلى خوفٍ وهلع كبير من الإصابة بالمرض، حتى إن كانوا في حالةٍ صحيةٍ جيدة؛ على الرغم من عدم وجود أي فحوصات طبية تدل على إصابتهم بأي مشاكل صحية، وهؤلاء يصنفون على أنهم من الأشخاص المصابين باضطراب وسواس المرض؛ فما هو هذا الوسواس؟ وكيفية علاجه؛ ذلك ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل من خلال هذا المقال.
- I. ما هو وسواس الأمراض الخطيرة؟
- II. متى يظهر اضطراب وسواس الأمراض
- III. أسباب الإصابة باضطراب وسواس الأمراض
- IV. أنواع الإصابة باضطراب وسواس الأمراض والموت
- V. أعراض اضطراب وسواس الأمراض
- VI. هل يمكن علاج وسواس الأمراض بالأعشاب؟
- VII. طرق علاج وسواس الأمراض
- VIII. إرشادات للمصاب بالوسواس المرضي
- IX. كيفية التعامل مع مريض وسواس الأمراض
ما هو وسواس الأمراض الخطيرة؟
هو من الاضطرابات التي تصيب بعض الأشخاص ويطلق عليه (اضطراب القلق المرضي)، وفيه يعاني الشخص المصاب من بعض الاعتقادات؛ والأفكار الوهمية مثل اعتقاده بأنه مصاب بمرضٍ خطير يهدد حياته، رغم عدم ظهور أي أعراض لديه، وتصبح هذه المخاوف حقيقية للغاية بالنسبة له حتى لو نفى له الطبيب خلوه من أي أمراض؛ فإنه يبقى مصرًا على اعتقاده ويستمر تحت وطأة هذا الوسواس القهري.
في الغالب يثير هذا الوسواس الكثير من المخاوف لدى المصابين ببعض الأمراض؛ حيث يُهيأ للمريض بأنه أكثر مرضًا مما هو عليه؛ فهذا المرض لا علاقة له بوجود المرض أو عدم وجوده لكنه يعبر فقط عن رد الفعل النفسي للمصاب.
متى يظهر اضطراب وسواس الأمراض
إن وسواس المرض الذي يُعبر به عن الخوف غير المبرر من الإصابة بالفيروسات أو الأمراض يُصعّب على المرضى التحكم في شعورهم، وتهدد هذه المخاوف حياتهم الطبيعية بسبب سوء تفسير وظائف أجسامهم؛ وفي بعض الأحيان قد لا يعاني الشخص المصاب من هذا الاضطراب إلا مرةً واحدة أو عده مرات، وأحيانًا أخرى يعاني بعض الأشخاص منه بشكلٍ مستمر.
وغالبًا ما تظهر أعراضه الأولية في بداية البلوغ حتى منتصف فترة الشباب أي من 25 إلى 35 عاماً، ويمكن أيضًا أن يظهر في أي عمر للإنسان، وتختلف شدته من وقتٍ لآخر؛ لكن من الصعب العلاج منه بشكلٍ تام.
أسباب الإصابة باضطراب وسواس الأمراض
إن معظم هذه الوساوس والاضطرابات ناتجة عن بعض المشاكل الدماغية، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى الأسباب الرئيسة للإصابة بهذا الاضطراب؛ لكن هناك بعض العوامل التي لها تأثيرٌ كبير في تطور مثل هذه الحالة من بينها:
- الإصابة ببعض الاضطرابات العقلية المتمثلة في الاكتئاب الشديد، أو اضطراب القلق، أو الوسواس القهري.
- شعور المصاب بعدم الارتياح عند مراقبة بعض أحاسيس جسمه الطبيعية.
- بالإضافة إلى أن العنف، والعصبية، والعدوانية المكبوتة أحد أسباب الإصابة بذلك الاضطراب.
- التحسس النفسي عند سماع أي أخبار عن أي مرض مصاب به أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء والاعتقاد بالإصابة به.
- كما أن التاريخ المرضى خلال مرحلة الطفولة قد يكون أحد أسباب الإصابة باضطراب وسواس الأمراض.
- ظهور عرض خطير على المريض يشكل خطورة على صحته.
أنواع الإصابة باضطراب وسواس الأمراض والموت
هناك نوعان من اضطراب القلق المرضي؛ ويتمثل النوع الأول؛ في «البحث عن الرعاية»؛ وذلك من خلال قضاء بعض الوقت في بيئة تتوفر فيها الرعاية الصحية الجيدة من قبل الأطباء والمتخصصين، وإجراء بعض الفحوصات الطبية والتحاليل للاطمئنان على صحته؛ أما النوع الآخر فهو «تجنب الرعاية»؛ وفيه يتجنب المرضى زيارة الطبيب وإجراء التشخيص؛ كما أنهم دائمًا يأخذون أي أعراض تظهر عليهم على محمل الجد مما يسبب لهم الهلع والخوف تجاه إصابتهم بأي مرض.
كيفية تشخيص المصاب بوسواس الأمراض
عادةً ما يتم تشخيص مثل هذا الاضطراب من خلال الأطباء النفسيين الذين يعملون على ملاحظة ظهور أي أعراض خاصة باضطراب القلق المرضي ثم بعد ذلك يتم إجراء بعض التحاليل الطبية والفحوصات الجسدية وتحديد مدى شدة الأعراض المرضية التي تظهر على المصاب.
أعراض اضطراب وسواس الأمراض
هناك الكثير من الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض بهذا الاضطراب؛ وتتركز في المقام الأول بإمكانية الإصابة بالمرض وذلك من خلال الاعتماد على وظائف الجسم الطبيعية أو تشكّي المريض من بعض الآلام الجسدية الخفيفة؛ ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:
- الابتعاد عن ملامسة الأشخاص؛ خوفاً من الإصابة بالمرض.
- كثرة البحث عن أعراض المرض، ومدى الإصابة به عبر الإنترنت.
- الإصابة بالقلق والتوتر عند زيارة الطبيب أو إجراء بعض الفحوصات الطبية.
- الشعور بالخوف والهلع حول احتمالية إصابته بأي مرض.
- الإحساس بالإرهاق والتعب الدائم.
- كثرة التحدث مع الآخرين عن المشاكل الصحية التي يعاني منها.
- الإصابة بالخوف والقلق عند ظهور بعض الأعراض الجسدية الخفيفة؛ مثل: الصداع والمغص.
- هناك بعض الأشخاص يفرطون في زيارة الأطباء وعمل فحوصات شاملة للجسم دون وجود شكاوى صحية.
- عدم انسجام المريض مع من حوله واتجاهه للعزلة والوحدة والانفصال عن الواقع مما يؤدي إلى إصابته بالكآبة والحزن دائمًا.
هل يمكن علاج وسواس الأمراض بالأعشاب؟
يفضل في حالة الإصابة ببعض الأمراض العقلية والنفسية اللجوء إلى أطباء نفسيين متخصصين، واستخدام الأدوية التي يتم وصفها من قبلهم؛ بجانب اتباع العلاجات السلوكية التي تساعد في الحد من ظهور الأعراض.
وإلى الآن لم يثبت أي نوع من الأعشاب جدارته في علاج وسواس الأمراض؛ إلا أن عشبة القديس جون تعرف بدورها الكبير في علاج المخاوف البسيطة والقلق، وتم استخدامها في صناعة بعض الأدوية لهذا الشأن، وهي متوفرة في الصيدليات على شكل كبسولات لكن يجب أخذ رأي الطبيب قبل تناولها.
طرق علاج وسواس الأمراض
في بعض الأحيان عندما يتجه المريض إلى الأطباء عند ظهور أول علامة مرضية؛ فإن الطبيب غالبًا لا يأخذ الأمر على محمل الجد، وهناك البعض منهم قد يلجأ إلى استنزاف المريض المتوهم من خلال إجراء بعض الفحوصات لإرضائه وتهدئة وساوسه أو الاستفادة منه ماديًا، وبدلًا من أن يتم علاج هذا الوسواس يتم استثارته أكثر من خلال الجو المحيط بالمريض ودخوله في دوامة الكشف والعلاجات والتحاليل؛ مما يؤدي إلى ترسيخ الفكرة لديه أكثر.
لذلك فإن أفضل طريقة لعلاج هذا الاضطراب هي تجاهل مثل هذه الأفكار؛ بجانب بعض الطرق الأخرى؛ مثل:
المساعدة الذاتية
يمكن التغلب علي هذا المرض من خلال مقاومة الأفكار الوسواسية وتجاهلها والاعتماد على الذات في اتباع بعض السبل التي تساعد على تهدئة النفس ودحض ما يعكر صفوها؛ وذلك من خلال اتباع بعض الأمور التالية:
- ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل يساعد على التخلص من الإجهاد وطرد الأفكار السلبية.
- تجنب البحث عبر المواقع عن الأمراض وأعراضها حتى لا يقع فريسةً للأفكار الوسواسية القهرية.
- ممارسة بعض الهوايات والأنشطة الخارجية؛ مثل: الأعمال التطوعية التي يستمتع بها المصاب يحسن من حالته المزاجية ويشغله عن التفكير بالمرض.
- الابتعاد عن تناول الكحوليات والمخدرات؛ لأنها تزيد من نسبة هذه الوساوس
- تنظيم المواعيد مع طبيب الرعاية لمناقشة بعض المخاوف الصحية التي تراود المصاب.
- محاولة فهم سيكولوجية الجسم وإدراك أن الأعراض الخفيفة؛ مثل: العطس والسعال من الأمور الطبيعية التي يتعرض لها معظم الناس.
العلاج الدوائي
في كثيرٍ من الأحيان يتم استخدام الأدوية في علاج الحالات المتقدمة، وغالبًا ما يتم الاعتماد على مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب كأحد العلاجات الأولية؛ ومع تقدم الحالة يتم استخدام المهدئات ومعالجة آثار القلق لكن يجب الحذر من إيقاف تناول الأدوية عند تحسن الحالة؛ إلا بعد استشارة الطبيب لما لذلك من أضرار جانبية ومضاعفات سلبية.
العلاج النفسي
وهنا يتم الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي الذي يمكّن المريض من إدارة أعراضه المرضية ويساعده في التخلص من وسواس الأمراض، وهو من أشهر وأفضل العلاجات المتبعة في مثل هذه الحالات؛ حيث يعتمد على تغيير الأفكار التي تراود ذهن المريض وإقناعه بأن ليس كل ما يشعر به يستلزم التوجه للطبيب.
إرشادات للمصاب بالوسواس المرضي
هناك بعض الإرشادات التي يتوجب على المريض بـ وسواس الأمراض اتباعها للتخفيف من وطأة الأعراض، والحد من الانغماس في الأفكار الوسواسية التي تؤثر بشكلٍ كبير على الحياة الطبيعية للمصاب؛ ومن أهم هذه الإرشادات ما يلي:
- محاولة التعبير عن المشاعر، وتفريغها من خلال الكتابة، أو التحدث مع بعض المقربين.
- قضاء وقت طويل مع الأصدقاء والعائلة لتقوية العلاقة معهم مما يتيح له التحدث عن الأفكار التي تراوده مما يخفف من حدتها وطردها.
- ممارسة التمارين الرياضية والتمارين التي تبعث على الاسترخاء.
- الحصول على قدر كافٍ من النوم حتى يكون الجسم مهيًأ للتعامل مع صعوبات الحياة.
- الحرص على تناول الغذاء الصحي، والحفاظ على مستوى السكر في الدم لما له من دورٍ كبير في تحسين المزاج، وزيادة الطاقة في الجسم.
كيفية التعامل مع مريض وسواس الأمراض
ليس من السهل التعامل مع مريض الوسواس القهري؛ لكن مما لا شك فيه أن الوعي والقراءة حول مثل هذه الحالات، والتعرف على ما يمر به المريض له دورٌ كبير في التعامل الصحيح معه؛ حيث يجب أخذ جميع المخاوف التي يعاني منها المريض والتي تبدو غير منطقية بعض الأحيان بعين الاعتبار ومعاونته على ترتيب أموره وتحفيزه على مقاومة مثل هذه الأفكار؛ بالإضافة إلى:
- مساعدة المريض على التصدي لبعض الأفعال القهرية، وذلك مثل سؤاله عن الهدف من إعادة الفعل أكثر من مرة.
- دعمه وتوفير ما يحتاج إليه ومساعدته على تخطى الأعراض بأقل الخسائر.
- تشجيعه وحثه على متابعة الجلسات العلاجية وسرد بعض القصص الواقعية عن بعض التجارب الناجحة لتحفيزه.
من الصعب التأقلم مع اضطراب وسواس الأمراض؛ إلاّ أنه يجب على المريض العزم والإصرار على تحدي هذا المرض والأخذ بكافة الأسباب والتدابير؛ التي تخفف من حدة الأعراض، والتيقن من أن ابتلاءات الله كلها خير وهو مأجور على مرضه، لكن مع ذلك ينبغي عليه عدم الاستسلام والسعي بقوة للتغلب على مرضه بإيمانه بأنه لا يوجد مستحيل على الله عز وجل فهو القادر على شفائه من كل سقم.