ليس خفيا على أحد أن شهر رمضان هو الشهر الهجري المفضل لدى المسلمين كافة، ليس فقط لأنه شهر الصيام والطاعة والالتزام، بل كذلك لأنه كان شاهدا منذ قديم الأزل، على انتصارات حققها المسلمون في نهار الشهر الكريم، من خلال حروب ومعارك تاريخية، نستعرض بعضا منها الآن.
معركة بدر
هي أشهر المعارك التاريخية التي جسدت انتصار الخير على الشر، رغم ضعف الإمكانات وقلة العدد، حيث تمكن نحو 300 رجل من جيش المسلمين من الفتك بما يزيد عن ألف مقاتل من المشركين المجهزين بأحدث الأسلحة حينئذ، في شهر رمضان الموافق العام الثاني من الهجرة، سنة 624 ميلاديا.
فتح مكة
مرت 8 أعوام من الهجرة، وحل شهر رمضان على المسلمين، فانطلقوا في الـ20 من هذا الشهر الكريم صوب مكة، لتحرير الأرض الطاهرة من دنس المشركين، ما تحقق بالفعل من خلال غزوة الفتح، التي انتهت بتحرير مكة وعودة الكعبة للمسلمين، منذ ذلك الحين وحتى الآن.
قرون حطين
بعد مرور نحو قرن من الاحتلال، تمكن القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي، من كسر شوكة الصليبيين في رمضان من عام 1187 ميلاديا، وذلك بالقرب من بحيرة طبرية، بمنطقة لها قمتان شبيهة بالقرون، ألصقت بها اسم قرون حطين، وشهدت معارك قوية لم يقلل من حماسها صوم رمضان بل زادها، حتى انتهي الأمر بإجلاء الصليبيين عن القدس بعد أن نالوا شر هزيمة على يد جيش صلاح الدين الأيوبي.
عين جالوت
في وقت سيطر فيه الرعب على عقول الجميع، خوفا من جيش التتار المغول المعروف بالقسوة والبطش الشديد، ظهر السلطان قطز، الذي لم ينتظر دوره من أجل الموت على أيدي التتار كما انتظر غيره، بل جمع الرجال الأشداء، وكون جيشا قادرا على مواجهة الأعداء في شهر رمضان من سنة 658 هجريا، و1260 ميلاديا، ليكتب بنفسه بداية النهاية لجيش المغول خلال نهار الشهر الكريم، ومن ثم تنتهي أسطورتهم في غضون وقت ليس بالطويل.
حرب أكتوبر
هي أحدث المعارك الحربية التي قاتل فيها المسلمون الأعداء خلال نهار شهر رمضان، رغما عن حرارة الأجواء وصوم الشهر الفضيل، إذ تمكن الجيش المصري من تحقيق انتصاره على العدو الصهيوني في السادس من أكتوبر من عام 1973، والموافق العاشر من شهر رمضان، والهزيمة القاسية للجيش الإسرائيلي، بالرغم من أنه كان يلقب بالجيش الذي لا يقهر في ذلك الحين، وخط بارليف الذي زُعم أنه أقوى سد منيع في تاريخ البشرية.