الفرق بين الأرق والاكتئاب
الأرق واحد من أعراض الاكتئاب، ويعد عامل خطر عند حدوث الاكتئاب لأول مرة، أو عند عودته مرة أخرى، وبالأخص عند كبار السن، ينصح الأطباء في مجال العلاج النفسي بتجنب، أو تقليل البنزوديازيبينات، وهي من ضمن الأدوية المهدئة والمنومة، كما أنه يفضل العلاج من الأرق عند كبار السن باستخدام هرمون يسمى: الميلاتونين، أو بقليل من جرعات التركيبات المضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات، كما يمكن استخدام مضادات الاكتئاب التي من الممكن أن تكون مهدئة.
الاكتئاب والمشكلات الطبية
توجد العديد من الحالات الطبية، خاصةً المؤلمة والمنهكة، ومن ضمنها الحالات المزمنة تؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب، أو زيادتها عند المرضى المسنين، ومن بين هذه الأمراض:
- السكري.
- السرطان.
- أمراض القلب.
- مرض الشلل الرعاش.
- الذئبة.
- ألزهايمر، والخرف.
- تصلب متعدد.
الاكتئاب والأوعية الدموية
في بعض الأحيان عند الكشف على دماغ شخص أصيب بالاكتئاب في سن الشيخوخة لأول مرة، يجدون بقعًا في الدماغ، ويكون سببها تيبس الأوعية الدموية، مع مرور الوقت تمنع تدفق الدم بصورة طبيعية، وكافية لجميع أجزاء الجسم بما فيها هذه المناطق في الدماغ، والأرجح أنها تتكون على مدار سنوات من ارتفاع ضغط الدم، فيؤدي إلى تغيرات كيميائية في خلايا الدماغ تزيد من احتمالية فرصة الإصابة بالاكتئاب، ويكون ذلك بعيدًا عن ضغوط الحياة، أو التاريخ العائلي للمرض.
الاكتئاب والخرف
فقدان القدرة الذهنية لا يعني أنه أمر طبيعي لسن الشيخوخة، يمكن أن يكون علامة على وجود اكتئاب أو خرف، وكل منهما متواجد وسائد بين كبار السن، يصعب التمييز بين كلا المرضين لتشابه أعراضهما والاشتراك في معظمها، مثل: البطء في الكلام، الحركة، مشاكل الذاكرة، بالإضافة إلى انخفاض الحافز، ويختلفا في بعض الأعراض، ومنها:
الاكتئاب
نذكر في التالي بعض الأعراض الخاصة بالاكتئاب، والتي تفرق بينه وبين الاكتئاب:
- يتميز بالتدهور العقلي السريع.
- بإمكان المريض تحديد الوقت، والتاريخ بشكل صحيح.
- يجد المريض صعوبة في التركيز.
- بطء الحركة، المهارات اللغوية، ولكنها تبدو طبيعية.
- يقلق المرضى، وتلاحظ مشكلات الذاكرة، والارتباك لديه.
الخرف أو المرض العقلي
هناك أعراض تتعلق بوجود مرض الخرف، ويمكنها أن تشير إلى إصابة كبير السن به:
- التدهور العقلي البطيء.
- لا يستطيع المريض التمييز، ومعرفة التاريخ والوقت الصحيح.
- يعاني المرضى هنا بالذاكرة قصيرة المدى.
- ضعف مهارات التحدث، والكتابة واللغة.
- لا يهتم ولا يدرك المرضى مشكلات الذاكرة لديهم.
العوامل التي تزيد خطر الاكتئاب
توجد بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالاكتئاب لدى كبار السن، ومن ضمن هذه الأشياء ما يلي:
- أن يكون المريض أنثى.
- وجود أحداث حياة متعبة، ومجهدة.
- أن يكون المريض أعزب.
- عدم وجود أشياء حول المريض تدعمه.
- الظروف المادية.
- الألم المزمن.
- استخدام مجموعة من الأدوية المعينة.
- تلف جزء من الجسم كالبتر، أو جراحة سرطان، أو النوبات القلبية، أو عجز.
- تاريخ عائلي للمرض.
- الخوف الدائم من الموت.
- الميل للوحدة، والعزلة الاجتماعية.
- إدمان المخدرات.
- فقد حبيب، أو عزيز عليه.
- محاولات الانتحار.
علاج الاكتئاب عند كبار السن
عند الشعور بأي عرض من الأعراض السابق ذكرها، يجب التوجه فورًا للطبيب النفسي دون التردد؛ لإجراء فحص جسدي لك، واختبارات عملية ليبدأ معك رحلة العلاج، حيث تتضمن علاجات الاكتئاب كلًا من العلاج النفسي، أو الاستشارة الطبية، والعلاج بالكهرباء، أو بالطرق الأخرى لتحفيز عمل الدماغ، وقد يكون العلاج مزيجًا من هذه العلاجات معًا، حيث يعتمد قرار الطبيب لاختيار العلاج المناسب على نوع الاكتئاب، شدته، أعراضه، وعوامل أخرى.
أهمية الاستشارة والعلاج
لا يقوم العلاج فقط على معالجة الأعراض الظاهرية للاكتئاب، لكن يعالج الأسباب الخفية التي أدت لحدوث الاكتئاب.
- يمكن أن تخفف الاستشارة الطبية، أو الدينية شعور الشخص بالاكتئاب والوحدة، بالإضافة إلى مساعدته في إيجاد هدف جديد للحياة.
- يعمل العلاج على تغيير التفكير السلبي، ومعالجة المشاعر السلبية الصعبة، وتنمية مهارات جديدة.
- تجد تبادل خبرات، ونصائح في المكان الذي تتلقى فيه العلاج، مع تشجيعك لاستكمال علاجك، ومساعدتك على الخروج من هذه الحالة؛ لاستماعك لمن معك ولمن مر بنفس حالتك.
مضادات الاكتئاب وكبار السن
مضادات الاكتئاب يمكنها التخفيف من اكتئاب كبار السن، لكن لا تكون بنفس الفاعلية مع المرضى الأصغر في السن، يجب الأخذ في الاعتبار خطورة آثارها الجانبية، حيث قد تسبب بعض الأدوية في: الارتباك، أو انخفاض في مستوى ضغط الدم، ويمكن لمضادات الاكتئاب أن تستغرق وقتًا أكبر مع كبار السن لتبدأ فعاليتها؛ لأنهم في ذلك السن يكون لديهم حساسية مفرطة تجاه الأدوية، ينصح الأطباء بأخذ جرعات قليلة في البداية لذلك؛ لذا تكون فترة علاج المضادات الاكتئاب لكبار السن أطول من الفترة المطلوبة لصغار السن.
أهمية العلاج النفسي لكبار السن
يعد العلاج النفسي من ضمن علاج اكتئاب كبار السن، فهو مفيد بشكل خاص لمن لديهم، أو مروا بضغوط كبيرة في حياتهم، وللأشخاص الذين يرفضون تناول الأدوية، أو المصابين بأعراض الاكتئاب الطفيف أو المتوسط، فهو مفيد كذلك للمرضى الذين يتحسسون من الأدوية، أو تفاعلات الأدوية مع بعضها، يوصي الأطباء خلال فترة العلاج، بضرورة العلاج النفسي بجانب الأدوية المضادة للاكتئاب.
استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
لا يستطيع بعض المسنين تناول أدوية الاكتئاب لآثارها الجانبية، أو التفاعلات التي تحدث مع الأدوية الأخرى، فيأتي أهمية العلاج بالصدمات الكهربائية، كذلك إذا اشتد الاكتئاب، وأثر على الوظائف اليومية بشكل كبير، أو إذا زاد خطر التفكير بالانتحار، يُذكر أن العلاج بالصدمات الكهربائية الخيار الأمثل، والأكثر أمانًا، وفاعلية.
علاقة الأدوية بالاكتئاب
توجد علاقة بين أدوية مرضى كبار السن والاكتئاب، حيث يكون الاكتئاب من ضمن الآثار الجانبية لاستخدام هذه الأدوية، ومن ضمنها ما يلي:
- أدوية القلب.
- أدوية الأوعية الدموية.
- العلاج الكيميائي.
- الأدوية الخاصة بمرض الذهاب.
- المهدئات، والأدوية الخاصة بالقلق.
- المنشطات.
- الأدوية المضادة للاختلاج.
- الأدوية الخاصة بالهرمونات.
المشاكل التي تعرقل علاج الاكتئاب
المرض النفسي أخطر بكثير من الأمراض العضوية، لكن يعتبره البعض وصمة عار لا يمكن البوح به، ويكون هذا الاعتقاد شائعًا أكثر بين كبار السن، فلا يعترفون بما يحدث لهم، وقد يحددون الأعراض على أنها ردود أفعال طبيعية لضغوط الحياة، وكلما تأخر تحديد المشكلة والكشف عن الاكتئاب، تأخر العلاج المناسب له، قد يظن البعض أن البوح باكتئابهم لا جدوى منه، ولا أمل في مساعدتهم، حيث ينفرون الأدوية لآثارها الجانبية، أو لتكلفتها الباهظة، ولتداخل تفاعل الأدوية مع أدوية أمراض أخرى.
الواجب تجاه مرضى الاكتئاب من المسنين
كما كنا مسؤولين من الوالدين في الصغر، علينا الآن واجب الاهتمام بهم، وتحمل مسؤوليتهم بصفة عامة، خاصًة في تلك الأثناء التي يصابون فيها بمرض الاكتئاب، إليك عزيزي الزائر، بعض المقترحات البسيطة يمكنك القيام بها لمساعدة والديك، ومنها ما يلي:
- بمجرد شعور الأبناء بإصابة والديهم بالاكتئاب، من المفترض عليهم أن يقدموا لهما الدعم، والمساعدة بطرق عديدة.
- التحدث معهما دائمًا، والتعاطف، وإظهار المشاعر الجميلة والاهتمام بهم؛ لأن الدعم النفسي في تلك المرحلة يفوق كل الأدوية.
- يمكن الخروج معهم من حين لآخر، اصطحابهم عند العائلة ودعمهم نفسيًا بأنهم جزء مهم داخل العائلة، حيث وجودهم بين أشخاص آخرين يخرجهم من جو العزلة، ويبعدهم عن بالاكتئاب.
- يؤثر تقديم وجبات سيئة على الحالة المزاجية، لكن الوجبات الصحية المغذية تحسن كثيرًا من الحالة المزاجية، مثل: تناول الفاكهة، والخضروات.
- الحرص على تقديم الأدوية لهم في المواعيد المحددة من قِبل الطبيب المختص.
- طلب المساعدة من معالج أو اختصاصي نفسي؛ لتشخيص الحالة، ومعرفة السبب الأساسي لوجود الاكتئاب.
كيف يمكن للمسنين مساعدة أنفسهم؟
جزء كبير من نجاح علاج الاكتئاب هو الاعتراف به، فيجب إقناعهما بذلك، وترتيب بعض الأمور التي يقومون بها للخروج من الاكتئاب بأنفسهم، مثل:
- التقديم في الأنشطة المختلفة.
- التطوع بالعمل داخل المجتمع المحلي.
- تنمية مهارات جديدة، ومتنوعة.
- مقابلة الأصدقاء، وزيارة الأقارب.
- أخذ دورات في الجامعة إن كان بالإمكان من أجل زيادة المعرفة.
الوقاية من الاكتئاب
بعد كل ما عرفناه عن الاكتئاب عند كبار السن، ما الذي يمكن فعله لتقليل خطورة الإصابة به؟ وما الذي يمكن فعله للتأقلم معه؟ إليك بعض الخطوات يمكنك تتبعها والأخذ بها، ومنها:
- الاستعداد للأمور الطارئة في الكبر، مثل: التقاعد.
- استعد لما يمكن تغييره في الحياة، والانتقال من منزلك لمنزل آخر.
- كن دائمًا على اتصال مع العائلة.
- ممارسة الرياضة، والتدريبات المنتظمة، التي تحسن من الحالة المزاجية كثيرًا.
- مارس هواية تحبها.
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، ومفيدًا ومتوازنًا.
- احرص على التمتع بلياقة بدنية، حيث يساعدك ذلك على تفادي حدوث أمراض تؤدي إلى الاكتئاب.
أخيرًا عزيزي الزائر، يجب علينا الاعتراف بوجود الاكتئاب عند كبار السن؛ لتحديد أسبابه، ومعرفة كيفية علاجه؛ فهو أمر أصبح شائعا لا يستدعي منك الإنكار، واعلم جيدًا أن التأخير في علاجه يؤثر بالسلب على الصحة بشكل عام، حفظ الله والدينا ووالديكم أجمعين!
المصادر
إن أي إي.
هيلب جايد.
جورنالز.
ويكيبيديا.