في الثامن من أكتوبر عام 2016 اكتشفت أن لدي ورما بطول 6 سنتيمرات وعرض 5 سنتيمرات، بعد ثمانية أشهر من حصولي على البكالوريوس من الجامعة التي حلمت بالدراسة فيها طوال حياتي.
أيقنت وقتها أن وقتي على اﻷرض انتهى. لم أتقبل اﻷمر بثبات وإيمان قوي، بل بكيت وعلا نحيبي حتى كادت تبيض عيناي. لماذا يحدث هذا اﻵن؟ لماذا لي أنا؟ ماهي خطة الله لي؟ هل هذا يعني أن كل شي انتهى؟ لن أتمكن من اتمام دراستي، ولن أجد وظيفة جيدة، ولن أتمكن من الذهاب إلى أماكن بعيدة بدون رفقة.
هو ورم حميد كان يقبع في الشق الذي يفصل الدماغ الى نصفين. كان يبدو لي كائنا رقيقا جدا وبطيئا جدا وقديما جدا. كان هناك دائما منذ ولادتي ولكنه لم يظهر إلا بعد اكتمال نموه منذ خمس سنوات دون أن يثير ضجة.
بدأت العلامات تظهر بوضوح في السنة اﻷخيرة من الجامعة. بدأ السقف يتداعى وبدأت يدي ترتعش وصارت اﻷرض مائلة وأحيانا زلقة. وازداد العالم قتامة.
لكنه عدوي الصديق، أحبه وأكرهه. لم يقاومني كثيرا عندما حاولت المشي من جديد، وتعلم الكتابة مثل أول مرة. لم يسرق لحظاتي الجميلة.أحببت نفسي معه ﻷني تركني أشعر أني على قمة العالم. وحطم اﻷقنعة الرقيقة واستحضر الملائكة وأظهر الشياطين.
مازلت خائفة منه. قد يعود وقد نخوض معركة أخرى. قد أنتصر أو أخسر.
إخلاء مسؤولية: المحتوى في قسم الآراء والمساهمات لا يعبر عن وجهة نظر الموقع وإنما يمثل وجهة نظر صاحبه فقط، ولا يتحمل الموقع أي مسؤولية تجاه نشره.